الأحد، 3 يوليو 2016

اللعب التمركزي مع بيب غوارديولا


غوارديولا نشأ في جوهر لعبة التمركز، والتي تزامنت مع كرويف وفان خال و أيضا لعب في المكسيك تحت قيادة خوان مانويل ليلو في المكسيك مكتشف ال 4-2-3-1 , بيب عمل ثورة في كرة القدم الحديثة من خلال تطويره للعب التمركزي ( positional play ) وليس مصطلح التيكي تاكا الذي يكرهه بيب والذي يعتبر اسم لتمرير من أجل التمرير .

اللعب التمركزي الهدف منه هو خلق التفوق وراء كل خط ضغط , الهدف من التمرير هو أن يكون لك لاعب حر أو غير مراقب بتحريك الكرة أي التخلص من المراقبة وعمل ثغرات في دفاع الخصم حيث يقول خوان مانويل مكتشف ال 4-2-3-1 " ابحث عن الرجل الحر لتكون قادرا على تحويل ومواجهة الملعب "


استخدام حارس المرمى هو أيضا يعتبر وسيلة أخرى لخلق التفوق من الدفاع , تحول قلبي الدفاع للجانبين وتراجع لاعب الإرتكاز للتمركز في المساحة بينهم يخلق دفاع من ثلاث لاعبين بالإضافة إلى وجود الحارس كقاعدة , وأصبح الجميع معتادًا على رؤية قلوب الدفاع على الجانبين وتراجع لاعبي الوسط للخط الدفاعي مع فرق بيب وهذه الفكرة مستوحاة من المدرب الارجنتيني ريكاردو لافولبي الذي استخدم هذه الطريقة في منتصف التسعينات مع المكسيك .
وأيضا يقول بيلسا " إذا لم تكن تهاجم بشكل صحيح فأنظر في الخلف فأنت لم تبني الهجمة بشكل صحيح "
في الصورة في الأسفل يبين لك كيف تقوم فرق بيب في بناء الهجمة

 

ريكاردو لافولبي هو مدرب أرجنتيني شهير. فاز ببطولة الكأس الذهبية للكونكاكاف في 2003 مع المكسيك ,  أُعجب بيب غوارديولا كثيرًا بالمنتخب المكسيكي تحت قيادته في 2006.

 

التمركز الجيد للفريق عند الإستحواذ يترجم مباشرة إلى أفضل شكل عند الضغط المضاد بعد فقدان الكرة مثل ما كنا نشوف برشلونة مع بيب حيث قال كرويف " هل تعلم كيف يفوز برشلونة بالكرة مرة أخرى بهذه السرعة ذلك لأنهم لا يحتاجون للإنطلاق للخلف أكثر من 10 أمتار كما أنهم لا يمررون الكرة أبدا أكثر من 10 أمتار "
فيجب أن تبقي الملعب صغيرا , يقول كرويف " إذا كنت بحاجة للدفاع عن الملعب كاملا فأنا أسوأ , أما إذا كنت بحاجة للدفاع في جزء صغير منه فقط فأنا أفضل كل شيء له علاقة بالأمتار لا أكثر ولا أقل " . وهنا فيديو يبين لك تطبيق هذا الكلام وكيف يستعيد البرشا الكرة فور فقدانها :

 

ينبغي تشكيل المثلثات من أجل الحفاظ على ترابطات للتمريرات القصيرة وينبغي أن يكون لحامل الكرة خيارين أو ثلاث خيارات للتمرير في مكان قريب ويفضل أن تكون على شكل ماسة وليس مثلثات حيث يقول بيب " الهدف من التمرير هو تحريك الخصم وليس الكرة "
 

 

الفرق التي تستخدم فلسفة اللعب التمركزي هي التي تحدد المناطق التي تريد الهجوم عليها مثل اللعب على الجانب الأيمن للإنهاء على الجانب الأيسر حيث يقول بيب " قم بدعوة الخصم للضغط لديك الكرة على جانب للإنهاء على الآخر "
بيب " عندما ياتي الخصم ويعرضك للضغط ، دائما انظر الى الجهة البعيدة لانها ستكون فارغة "
فيديو في الأسفل تطبيق لهذا الكلام

 

بيب استخدم فكرة المهاجم الوهمي , فعندما استخدم ميسي كمهاجم وهمي لأول مرة أمام ريال مدريد في سنتياغو برنابيو اعترف قلبي دفاع الريال بأنه لم تكن لديهما فكرة عن كيفية الدفاع أمام برشلونة وخسروا 6-2 ذلك اليوم .
في الصورة في الأسفل يبين لك أن دفاع مدريد تائه حيث أن كانافارو و راموس يدافعون في وسط الملعب وفي هذه اللقطة سجل هنري هدف .
 

 
 
بيب يستخدم هذا التقسيم للملعب في تدريباته


ويقول بيب عن هذه الخطوط" إن الأشياء المهمة الوحيدة في مباراتنا هي ما يحدث داخل هذه الخطوط الأربعة. كل شيء آخر هو ثانوي ".

 

بالإضافة إلى أن بيب يستخد أسلوب الروندو وهو الأكثر شيوعًا في الحصص التدريبية لغوارديولا هو الذي يكون في ساحة 10×10 أمتار في 8 مقابل 2 "قرود في الوسط" وهي لعبة ديناميكية. وعادة ما تلعب بلمسة واحدة، ولكن يمكن أن يتغير ذلك اعتمادًا على التعليمات. حجم المساحة فضلًا عن عدد اللاعبين في كل فريق متغير كذلك. هذا مثال على أبسط روندو يستخدمه بيب.
الهدف هو الوصول إلى 20 أو 30 تمريرات على التوالي دون اعتراض. عندما يتم تحقيق ذلك يقوم جميع اللاعبين بالتصفيق اتجاه اللاعبين المتواجدين في الوسط. يمكن  أن يكون تركيز التدريب على المدافعين (القرود في الوسط) أو المهاجمين (الدائرة). عادة ما يقوم المدافعون بالتبديل مع أحد المهاجمين فقط عند اعتراضهم الكرة، وليس عندما تركل الكرة بعيدًا -تعزيز التمركز الذكي. وبمجرد حدوث ذلك، ينضم المهاجم الذي خسر الكرة للمدافع في المنتصف في حين أن المدافع الذي اعترضها ينضم للدائرة.
في روندو، هناك تمريرات محددة مثل تمريرة للخط الأول، تمريرة للخط الثاني، و تمريرة للخط الثالث. التمريرة للخط الأول هي الأسهل بتمرير الكرة للشخص الذي بجانبك وهي الأسهل في الروندو، لا تتجاوز أي مدافعين. التمريرة للخط الثاني تتجاوز مدافع ولكن لا تقسم اثنين من المدافعين في الوسط، تمريرة الخط الثاني تحتاج رؤية تمرير أوسع وأصعب شيئًا ما من التمريرة الأولى. التمريرة للخط الثالث هي الهدف النهائي، وهي تمريرة تذهب بين المدافعين الاثنين في الوسط، هذه التمريرة تحتاج أكبر مهارة، إبداع، رؤية والتوقيت المثالي. في كرة القدم الهدف النهائي هو إيصال الكرة للأمام والتسجيل. تمريرة الخط الثالث تساعد في تطوير هذه المهارة.

 


في النهاية أود أن أقول أن بيب غوارديولا أحدث ثورة في عالم كرة القدم الحديثة اما بعض المدربين يحاول الفوز في المباراة فقط , ولاحظت أنه يستفيد من كل شخص يتدرب تحته مثل كرويف و فان غال وأيضا خوان مانويل حيث أني أكاد أجزم انه انتقل للمكسيك فقط للاستفادة منه وفهم أمور تكتيكية أكثر , بيب يستحق عمل فيلم وثائقي عن مسيرته كيف أنه استفاد من كل مكان سافر له , شخص كرس حياته لكرة القدم حتى صار من أحد علمائها .

هناك 16 تعليقًا:

  1. نظرة رائعة ونقاط ملفتة جداً ، ابدعت عزيزي محمد

    ردحذف
  2. كلام جميل .. غورديولا غير من مفهوم كرة القدم
    يعطيك العافيه على الموضوع👍🏻

    ردحذف
  3. ابدعت 👌👌👌

    ردحذف
  4. موضوع يستحق الإشادة
    ابدعت الله يعطيك العافيه 👍

    ردحذف
  5. ماشاء الله عليك اخوي محمد كلام رائع وجميل بانتظار القادم منك

    ردحذف
  6. كلام رائع .. يعطيك العافية

    ردحذف
  7. إبداع .. واقعيه .. إفاده

    ردحذف
  8. ما اجمل التعمق ب عقل الداهية بيب، ابدعت

    ردحذف
  9. متابع بقوة لكتاباتك، تتميز بالأختصار والأبتعاد عن الفلسفة الزائدة

    ردحذف
  10. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  11. غطيت كل التفاصيل ماشاء الله ، مبدع

    ردحذف