أركان الحج .. عرفة 10



 


أركان الحج .. عرفة 10
الطريق إلى عرفة وفضل الليال العشرة  
 
 
 
 
أركان الحج أربعة :
 
الإحرام
طواف الإفاضة
سعي الحج
الوقوف بعرفة
 
من ترك ركنا وجب عليه الإتيان به وإلا كان حجه غير صحيح
 
وفي سلسلة الدروس السابقة تم شرح الأركان مع شروطها وسننها
 
وفي هذا الدرس سيتم شرح ركن عرفه
 
أولا :
 
قال صلى الله عليه وسلم ( الحج عرفة)
 
والمعنى:  أنه ركن أعظم في الحج، الركن الأعظم عرفة، من فاته عرفة فاته الحج، فإذا أتاها يوم عرفة يوم التاسع بعد الزوال وقف فيها ما يسر الله ولو قليلاً أو في الليل قبل طلوع الفجر ليلة النحر ليلة العيد أدرك الحج، من الزوال إلى طلوع الفجر،
 
يعني : بقية النهار مع الليل كله، ليلة النحر ليلة العيد، كلها موقف، فإذا وقف بعد الزوال أو بعد العصر أو بعد المغرب أو بعد العشاء إلى آخر الليل فقد أدرك الحج وهو محرم إذا كان محرماً ناوياً الحج فإنه يكون مدركاً للحج، فعليه أن يأتي بالأعمال بعد ذلك،_ابن باز_
 
 
 
.. النزول الإلهي عشية عرفة :
 
ينزل ربنا كل ليلة فيقول : هل من داع.. هل من مستغفر.. عدا يوم عرفة فإنه سبحانه ينزل عشيتها. والعشي _ هو من بعد العصر.. فيباهي بأهل عرفات
 
الله عليه وسلم - : ((مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الحجه، وَمَا مِنْ يوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ يوْمِ عَرَفَةَ يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ جَاؤُوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ يَرْجُونَ رَحْمَتِي، وَلَمْ يَرَوْا عَذَابِي، فَلَمْ يُرَ يَوْمٌ أَكْثَرُ عِتْقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يوْمِ عَرَفَةَ))؛ صحيح ابن حبان
 
 
.. خير الدعاء دعاء يوم عرفة
 
عن عمرو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني، فعلى المسلم أن يتفرغ للذكر والدعاء والاستغفار في هذا اليوم العظيم، وليدع لنفسه ولِوالديْه ولأهله وللمسلمين...
 
 حال السلف يوم عرفة :
 
لقد كان لسلفنا الصالح في موقف عرفة مآثر لا تنسى ومواقف خالدة، فقد وقف مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة

 فقال أحدهما: اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي.

وقال الآخر: ما أشرفه من موقف وأرجاه لأهله لولا أني فيهم.

 
ووقف أحد الصالحين بعرفة فمنعه الحياء من ربه أن يدعوه

فقيل له: لم لا تدعو؟

فقال: أجد وحشة، فقيل له : هذا يوم العفو عن الذنوب، فبسط يديه ووقع ميتاً!
 
 وروي عن الفضيل بن عياض أنه نظر إلى تسبيح الناس وبكائهم عشية عرفة

 فقال : أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقاً. - يعني : سدس درهم - أكان يردهم؟ قالوا: لا، قال: والله للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق.
 
وقال ابن المبارك جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاث على ركبتيه وعيناه تذرفان فقلت له : من أسوأ هذا الجمع حالاً ؟ قال : الذي يظن أن الله لا يغفر له.

كان حكيم ابن حزام يقف بعرفه ومعه مئة بدنة، ومئة رقبة، فيعتق الرقيق، فيضج الناس بالبكاء ويقولوا، : ربنا هذا عبدك، قد أعتق عبيده ونحن عبيدك فاعتقنا
 
هكذا كان حال الصالحين في هذا اليوم المبارك؛ فصوموا هذا اليوم المبارك، وأكثروا يا مسلمون من قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.. أكثروا يوم عرفة من الدعاء
 
بعض أدعية السلف :

 اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء، نسألك أن تغفر ذنوبنا، وتستر عيوبنا، وتيسر أرزاقنا، وأن تحسن أخلاقنا، وتشفي أمراضنا، وتعافينا وتحفظنا وأموالنا وأوطاننا وأولادنا، وتحقق آمالنا، وتُعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك،.
 
ومن دعاء أعرابى يرويه سفيان الثورى يقول : إلهى من أولى بالزلل والتقصير منى وقد خلقتنى ضعيفاً . ومن أولى بالعفو عنى منك ، وعلمك فىّ سابق ، وأمرك فىّ محيط أطعتك بإذنك والمنة لك ، وعصيتك بعلمك والحجة لك ، فأسألك بوجوب حجتك وانقطاع حجتى ، وبفقرى إليك وغناك عنى ، أن تغفر لى وترحمنى ، إلهى لم أحسن حتى أعطيتنى ، ولم أسىء حتى قضيت على، اللهم أطعتك بنعمتك فى أحب الأشياء إليك ، شهادة أن لا إله إلا الله ، ولم أعصك فى أبغض الأشياء إليك ، الشرك بك ، فاغفر لى ما بينهما ، اللهم أنت أنس المؤنسين لأوليائك وأقربهم بالكفاية من المتوكلين عليك ، تشاهدهم فى ضمائرهم ، وتطلع على سرائرهم ، وسرى اللهم لك مكشوف ، وأنا إليك ملهوف ، إذا أوحشتنى الغربة آنسنى ذكرك ، وإذا أصمت علىَّ الهموم لجأت إليك ، استجارة بك ، علماً بأن أزمة الأمور بيدك ، ومصدرها عن قضائك .
 
وكان إبراهيم بن إسحاق الحربى يقول : اللهم قد آويتنى من ضناى ، وبصرتنى من عماى ، وأنقذتنى من جهلى وجفاى ، أسألك ما يتم به فوزى ، وما أؤمل فى عاجل دنياى ودينى ، ومأمول أجلى ومعادى ، ثم ما لا أبلغ أداء شكره ، ولا أنال إحصاءه وذكره ، إلا بتوفيقك وإلهامك ، أن هيجت قلبى القاسى ، على الشخوص إلى حرمك ، وقويت أركانى الضعيفة لزيارة عتيق بيتك ، ونقلت بدنى لإشهادى مواقف حرمك ، اقتداء بسنة خليلك ، واحتذاء على مثال رسولك ، واتباعاً لآثار خيرتك وأنبيائك وأصفيائك ، صلى الله عليهم ، وأدعوك فى مواقف الأنبياء عليهم السلام ، ومناسك السعداء ، ومشاهد الشهداء ، دعاء من أتاك لرحمتك راجياً ، عن وطنه نائياً ، ولقضاء نسكه مؤدياً ، ولفرائضك قاضياً ، ولكتابك تالياً ، ولربه عز وجل داعياً ملبياً ، ولقلبه شاكياً ولذنبه خاشياً ، ولحظة مخطئاً ولرهنه مغلقاً ، ولنفسه ظالماً ، وبجرمه عالماً ، دعاء من جمعت عيوبه ، وكثرت ذنوبه ، وتصرمت أيامه ، واشتدت فاقته ، وانقطعت مدته ، دعاء من ليس لذنبه سواك غافراً ، ولا لعيبه غيرك مصلحاً ، ولا لضعفه غيرك مقوياً ، ولا لكسرة غيرك جابراً ، ولا لمأمول خير غيرك معطياً ، ولا لما يتخوف من حر ناره غيرك معتقاً ، اللهم وقد أصبحتُ فى بلدٍ حرامٍ ، فى يوم حرامٍ ، فى شهرٍ حرام ، فى قيام من خير الأنام ، أسألك أن لا تجعلنى أشقى خلقك المذنبين عندك ، ولا أخيب الراجين لديك ، ولا أحرم الآملين لرحمتك ، الزائرين لبيتك ، ولا أخسر المنقلبين من بلادك ، اللهم وقد كان من تقصيرى ما فد عرفت ، ومن توبيقى نفسى ما قد علمت ، ومن مظالمى ما قد أحصيت ، فكم من كرب منه قد نجيت ، ومن غم قد جليت ، ومن هم قد فرجت ، ودعاء قد استجبت ، وشدةٍ قد أزلت ، ورخاء قد أنلت ، منك النعماء ، وحسن القضاء ، ومنى الجفاء ، وطول الاستقصاء ، والتقصير عن أداء شكرك ، لك النعماء يا محمود ، فلا يمنعنك يا محمود من إعطائى مسألتى ، من حاجتى إلى حيث انتهى لها سؤلى ، ما تعرف من تقصيرى ، وما تعلم من ذنوبى وعيوبى ، اللهم فأدعوك راغباً ، وأنصب لك وجهى طالباً ، وأضع خدى مذنباً راهباً ، فتقبل دعائى وارحم ضعفى ، وأصلح الفساد من أمرى ، واقطع من الدنيا همى وحاجتى ، واجعل فيما عندك رغبتى ، اللهم واقلبنى منقلب المدركين لرجائهم ، المقبول دعاؤهم ، المفلوج حجتهم ، المغفور ذنبهم ، المحطوط خطاياهم ، الممحو سيئاتهم . المرسود أمرهم منقلب من لا يعصى لك بعده أمراً ، ولا يأتى بعده مأثماً ، ولا يركب بعده جهلاً ، ولا يحمل بعده وزراً ، منقلب من عمرت قلبه بذكرك ، ولسانه بشكرك ، وطهرت الأدناس من بدنه ، واستوعبت الهدى قلبه وشرحت بالإسلام صدره ، وأقررت قبل الممات عينه وأغضضت عن المآثم بصره ، واستشهدت فى سبيلك نفسه يا أرحم الراحمين . وصل الله وسلم على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً كما تحب ربنا وترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
 
سبب تسمية عرفة بذلك :
 
 
اختلف فى سبب تسمية عرفة وعرفات على أقوال منها : أنه من العرف ، بمعنى : الرائحة الزكية ، وذلك لأن منى تصبح رائحتها لكثرة الذبح متغيرة ، أما عرفات فلا يصيبها ذلك أو لأنها مطيبة بالتقديس ، فهى واد مقدس معظم ، لأنه من شعائر الله .
 
وقيل : لأن الناس يجتمعون فيه فيتعارفون -
 
وقيل : لأن العباد يتعرفون على ربهم بالطاعات والعبادات ،
 
وقيل : من الصبر لأن العارف والعروف هو الصبور .
 
وقيل : لأن الله بعث جبريل عليه السلام إلى آدم يعرفه المناسك
 
فضائل يوم عرفة :
 
اليوم الذي تتنزل فيه الرحمات، وتكفر فيه  السيئات وتمحو فيه الزلات.. اليوم الذي يرى فيه إبليس صاغرًا حقيرًا...

اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم النعم على المسلمين.

إنه يوم عرفة... يوم التجليات والنفحات الإلهية، يوم العطاء والبذل والسخاء، اليوم الذي يقف فيه الناس على صعيد واحد مجردين من كل آصرة ورابطة إلا رابطة الإيمان والعقيدة، إنه موقف مصغر عن يوم الحشر _نقلا عن شبكة الألوكة بتصرف_
 
 يوم إكمال الدين :
 
في يوم عرفة نزل قوله سبحانه وتعالى:
﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾[المائدة: 2].
 
 
هذه الآية العظيمة التي قال عنها اليهود وقد فهموا معناها..
قالوا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه إنكم معشر المسلمين تقرءون في كتابكم آية لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا.. فقال عمر لهم: وما تلك؟
 قالوا هي قوله تعالى:

﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ ؛
فقال عمر رضي الله عنه: والله إني لأعلم في أي يوم أنزلت وفي أي ساعة أنزلت وأين أنزلت وأين كان رسول الله- - صلى الله عليه وسلم - - حين أنزلت: أنزلت ورسول الله فينا يخطب ونحن وقوف بعرفة.. هكذا قال عمر. وإكمال الدين في ذلك اليوم حصل لأن المسلمين لم يكونوا حجوا حجة الإسلام من قبل فكمل بذلك دينهم لاستكمالهم عمل أركان الإسلام كلها،
ولان الله أعاد الحج على قواعد إبراهيم - عليه السلام - ونفى الشرك وأهله فلم يختلط بالمسلمين في ذلك الموقف منهم أحد.
 
يوم إتمام النعمة :
 
وأما إتمام النعمة فإنما حصل بالمغفرة فلا تتم النعمة بدونها كما قال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ ليَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾
[الفتح: 2].

أن يوم عرفة يوم أقسم الله به :
 
والعظيم لا يقسم إلاّ بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى : ﴿ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [البروج: 3].
 
قال أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ..."؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني.
 
.. ويوم عرفة هو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: ﴿ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر ﴾ [الفجر: 3]، قال ابن عباس: "الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة".

أيامه أعظم من الجهاد في سبيل الله :
 
: ((مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُنَّ أَفْضَلُ أَمْ عِدَّتُهُنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: هُنَّ أَفْضَلُ مِنْ عِدَّتِهِنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا مِنْ يوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ يوْمِ عَرَفَةَ يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ جَاؤُوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ يَرْجُونَ رَحْمَتِي، وَلَمْ يَرَوْا عَذَابِي، فَلَمْ يُرَ يَوْمٌ أَكْثَرُ عِتْقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يوْمِ عَرَفَةَ))؛ صحيح ابن حبان.

يوم العتق من النيران :
 
عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - - صلى الله عليه وسلم - – قَالَ: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ))؛ رواه مسلم.
 
يوم المباهاة :
 
 يباهي الله بأهل عرفة ملائكة السماء، ويقول لهم بكل حب وفخر: ((انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ جَاؤُوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ يَرْجُونَ رَحْمَتِي، وَلَمْ يَرَوْا عَذَابِي)).

 
أن يوم عرفة صيامه يكفر ذنوب سنتين بالنسبة لغير الحاج، أما الحاج فيخرج كيوم ولدته أمه :
 
- صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: ((صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ))؛ رواه مسلم.
 
وهذا إنّما يستحب لغير الحاج، أمّا الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك صومه، وروي عنه أنّه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة؛ 
 
إن يوم عرفة يوم يغيظ الشيطان :
 
يقول حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو يصف الشيطان وحاله في ذلك الموقف يقول: ((مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنْ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ قِيلَ وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ))؛ رواه مالك والبيهقي وعبدالرزاق وابن عبدالبر.
 
فأين المسلم الذي يدحر الشيطان ويجعله يتصاغر وذلك بتقديم الطاعات لله تبارك وتعالى في يوم عرفة؟..أين المسلم الذي يحفظ جوارحه من المعاصي في هذا اليوم المبارك كي يغيظ الشيطان؟
 
يوم إجابة الدعاء :
 
؛ فعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني، فعلى المسلم أن يتفرغ للذكر والدعاء والاستغفار في هذا اليوم العظيم، وليدع لنفسه ولِوالديْه ولأهله
 
سناء الشاذلي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةسناء الشاذلي2017