الثلاثاء , مايو 7 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

عيد ميلاد مجيد..المسيح هو الفدائي الفلسطيني الأوّل

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – بمشاعر يسكنها الحزن والألم، ترفض حتى الاحتفال بكلمات جميلة في ظل ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الفلسطينيين، تسرق الأعين والقلوب لحظات ميلاد السيد المسيح لتحتفل الاثنين بعيد الميلاد المجيد… “ولد المسيح… هللويا.. ميلاد مجيد”. فكل عام والجميع بخير وسلام وكرامة.

تمنيت في أكثر من مرة وأكثر من موقع، أن لا تقتصر الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد على الشعائر الدينية، بل بكامل الألق في الاحتفال بشجرة الميلاد، وزيادة الإضاءة في البيوت والشوارع والساحات، فلا يطرد الحزن والألم إلا الفرح، ولا يغضب القتلة وعشاق السواد والتخريب والإبادة، سوى الضوء والصمود وزيادة جرعات المقاومة الإيجابية بالفرح.

في ميلاد السيد المسيح، يصلب شعبه الفلسطيني من الوريد إلى الوريد، وفي شتى مدن وبلدات “فلسطين المسيح” المولود في بيت لحم المحاصرة حاليا، بعد أن منعت قوات الاحتلال الصهيوني رجال الدين المسيحي من الوصول إليها لإقامة الشعائر الدينية، ولأول مرة وبسبب الاحتلال وجرائمه تكون بيت لحم من دون شجرة ميلاد.

المسيح هو الفدائي الفلسطيني الأوّل، لا يمكن أن يقبل ما فعله رؤساء الكنائس في فلسطين حتى لو كان الأمر تصرفا بروتوكوليا مثلما يبررون بعد أن اصطاد منهم رئيس الكيان الصهيوني صورة خلال استقباله لهم بمناسبة الأعياد المجيدة، وهو وكيانه لم  يريدا أكثر من ذلك.

فالشعب الفلسطيني “شعب السيد المسيح” يصلب منذ 78 يوما بمجازر غير مسبوقة في التأريخ الإنساني تصل في بشاعتها إلى مزاعم المحرقة التي شحدت عليها الحركة الصهيونية منذ مئات السنين، ولا تزال تغرم شعب هتلر ملايين الدنانير كنوع من إبراء الذمة من جراء ما تعرض له الشعب اليهودي بجرائم مزعومة على يدي هتلر.

أضم الصوت إلى أصوات شخصيات مسيحية أردنية استنكرت وأدانت هذا الفعل الغريب في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان وإبادة جماعية.

في الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني لا تفرق بين مسلم أو مسيحي فلسطينيين، لا بل دمرت بالأمس آخر كنيسة كاثوليكية في غزة بعد أن دمرت في بداية العدوان  ثالث أقدم كنائس العالم، وقتلت من احتمى بها، حيث قصفت قوات الاحتلال الصهيوني في غزة كنيسة القديس برفيريوس التي يعود إنشاؤها لنحو 1600 عام، وتعد أقدم كنيسة في القطاع، ومن أهم المعالم الدينية في مدينة غزة، فهي رمز مهم للوجود المسيحي في المدينة.

بالمناسبة؛ علينا ألا ننسى أُم المجازر التي ارتكبتها الوحشية الصهيونية في المستشفى الأهلي العربي المعمداني وذهب ضحيتها 500 شهيد كانوا في المستشفى الذي يقدم الرعاية الصحية لسكان قطاع غزة، ويتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، وتأسس نهاية القرن 19 الميلادي على يد البعثة التبشيرية التابعة لإنكلترا، ويقدم خدماته لأقدم أحياء غزة المكتظة بالسكان مثل الشجاعية والزيتون.

الدايم الله…

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

حريات مين والناس نايمين؟!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – على ذمة منظمة “مراسلون بلا حدود”  فإن الأردن …