الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مستشار ياسر عرفات يكشف كواليس الأيام الأخيرة للرئيس الراحل

  • مشاركة :
post-title
بسام أبو شريف مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات

القاهرة الإخبارية - آلاء عوض

"في الليلة الظلماء يُفتقد البدر"، هكذا وصف بسام أبو شريف، مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، رفيقه في الذكرى الثامنة عشرة لرحيله، الذي كان استشهاده بمثابة انتهاء أسطورة نضالية مؤثرة في وجدان الشعب الفلسطيني خاصة والعالم العربي عامة، فلا حلم له إلا أن يرى فلسطين مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية.

وفي حوار لـ"القاهرة الإخبارية"، قال أبو شريف إن الفترة الأخيرة في حياة الرئيس ياسر عرفات كانت مليئة بالتعبئة والحشد من أجل مقاومة الاحتلال، بعدما اكتشف أن اتفاقية "أوسلو" لم تكن اتفاقية تضمن للشعب الفلسطيني دولة، بل كانت "كمينًا"، لذلك قرر أن يقاتل الاحتلال، ولأنه قرر أن يقاوم، قرروا أن يغتالوه، مضيفًا أن الشعب الفلسطيني أيقن منذ تلك اللحظة أن الاستقلال لا يؤخذ باتفاقيات، بل بالقوة التي تُمكن الشعب المكافح من طرد الاستعمار ورفع راية الحرية.. وإلى نص الحوار:

ماذا تمثل لك ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات؟

ذكرى استشهاد الرئيس ياسر عرفات ذكرى أليمة جدًا بالنسبة لي، إذ فقدتُ صديقًا وأخًا ورئيسًا، فقدتُ رجلًا شجاعًا لازمته فترة طويلة، وأكاد أعرفه أكثر مما عرفه الآخرون، حيث بذل كل ما بوسعه لتحرير الأرض والإنسان.

الخسارة باستشهاد ياسر عرفات هي خسارة لفلسطين، شعبًا وقضية، وهي بالنسبة لي خسارة شخصية، فأنا أشعر بأنني وحيد دونه، وأشعر أن العدل الذي كان يسود قراراته ومواقفه أصبح مفقودًا.

كيف كانت الأيام الأخيرة في حياة عرفات؟

كان "عرفات" يتأرجح في آخر أيامه بين الضعف الشديد والصحو، لكن الضعف بدأ يتصاعد تدريجيًا، حتى أصبح هيكلًا لا يقوى على حمل كوب ماء إلا بيديه الاثنتين، فعندها كنت أتذكر الحالة التي كان عليها الدكتور وديع حداد، أحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقد استخدمت إسرائيل السُم ذاته لاغتياله، وقبل أن تدس إسرائيل السم للرئيس ياسر عرفات، كنت أبلغته بأن لدي المعلومات حول خطة اغتياله بالسُم المعروف باسم "ثاليوم" الذي لم يكن ينتجه آنذاك إلا المختبر البيولوجي جنوب إسرائيل.

بسام أبو شريف مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات

بماذا أوصى الشهيد ياسر عرفات قبل رحيله؟

لا يمكن أن نرى لياسر عرفات وصية للشعب الفلسطيني إلا "المقاومة" ضد الاستعمار الإسرائيلي، لذا يقاتل رجال ونساء وأطفال فلسطين على خطى زعيمهم وإعمالًا بوصيته، جميعهم يرفضون "أوسلو" ويرفضون أي إملاء من واشنطن أو تل أبيب، ويسعون، بالتضحيات الغالية، إلى طرد الاحتلال وإزالة الاستيطان ورفع راية الاستقلال.

مَن الأجدر لخلافة عباس والأقرب لشخصية ياسر عرفات؟

يصرُّ الشعب الفلسطيني على وجود صفات معينة في قائده حتى يرضى، منها محاربة الفساد والفاسدين والمفسدين، والصدق، والكفاح من أجل التحرير، والعدالة، والحرص على استقلالية القضية، دون توافر هذه الصفات في الرئيس المُنتخب القادم، ستسوء الأوضاع أكثر مما هي عليه.

إلى متى يمتد الانقسام الفلسطيني؟

بالنسبة لي هذا لا يُسمى انقسامًا، فكل هذا بسبب غياب البرنامج الذي يُوحّد الجميع، فالبعض يظن أنه بالعمل السياسي فقط ومهادنة الاحتلال، نستطيع أن نحقق أهدافنا، لكن أغلبية الشعب وبقية التنظيمات لا ترى ذلك، نتيجة ممارسات العدو الإسرائيلي التوسعية، ومصادرة الأراضي، وهدم البيوت، وتهجير العائلات، وقتل واعتقال المئات والآلاف، دفع هذا الشعب إلى اليقين بأن "الكفاح ضد المحتل، هو طريق الحرية والاستقلال".

بسام أبو شريف مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات

كيف تنظر إلى مفاوضات السلام مع إسرائيل.. وماذا يجب أن تفعل تل أبيب كي ترضى فلسطين؟

السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يمكن إتمامه إلا إذا نفذت تل أبيب قرارات الأمم المتحدة، وتطبيق قرار رقم 242 وأيضًا قرار 338 اُتخذا بالإجماع في عام 67 وما بعدها، وهذا هو الطريق نحو الحل، لإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، عاصمتها القدس الشرقية، ونحن نعرف أن إنهاء الاحتلال وإلغاء الاستيطان الاستعماري على أرضنا، لن يتم إلا بميزان قوى يفرض ذلك فرضًا على إسرائيل.

مضت عقود كثيرة، رفضت خلالها تل أبيب تنفيذ هذا القرار بدعم من واشنطن ودول الغرب، فهم يدعمون إسرائيل حتى في جرائم قتل الأطفال، لكن التراكم الكمي، ولو كان بطيئًا في الكفاح، فحتمًا سيُحاصر في النهاية هذا الاستعمار، ويجبره على الانسحاب من الأراضي المُحتلة.

وبرهنت إسرائيل أنه لا ثقة بما تُوقع عليه، حتى اتفاقية "أوسلو"، لا يعترف بها بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل السابق، ويرى أن "أوسلو" انتهت ولا وجود لها، وأن السلام هو نتيجة القوة، وليس نتيجة المفاوضات، لذا التفاوض يجب أن يحكمه ميزان قوي لتمكين الشعب الذي يقاوم للحصول على حريته.

لو كان عرفات موجودًا.. كيف سيكون رد فعله تجاه الوضع الراهن في الضفة المحتلة؟

لو كان ياسر عرفات حيًا، لأكمل ما بدأه منذ سنوات وحشد الشعب الفلسطيني بأكمله للمقاومة، لم يكن أبدًا ليستمر فيما يسمى بـ"التنسيق الأمني مع الاحتلال"، الذي تنص عليه اتفاقية "أوسلو"، ولا في الاتفاق الاقتصادي الموقّع في باريس، وكل البنود المُتفق عليها.