الموقع: 

تقع فوق ما يعتقد أنها صخرة المعراج المشرفة. حيث بنيت القبة في وسط ساحة مشوفة ترتفع عن مستوى أرضية الجامع القبلي أربعة أمتار ويمكن الوصول إليها من خلال ثمانية بوائك وظيفتها جمالية

التاريخ: 

الفترة الاموية (69هـ/ 688م)-(72هـ/ 691م)

منشأها: بأمر من الخليفة عبد الملك بن مروان ، واشرف على على البناء المهندسان رجائي بن حيوة ويزيد بن سلام

الوصف :هي قبة مذهبة نصف كروية الشكل وتغطيها صفائح النحاس المطلي بالذهب ويعلوها هلال ذهبي. وتعتبر هذه القبة من أقدم معالم العمارة الإسلامية وتقع على أعلى بقعة من ساحة المسجد الأقصى المبارك ، اما عن هيكل القبة ومساحتها فهي تقع في مركز بناء ثماني الشكل يبلغ طول ضلعه ( 20.59م) وارتفاعه (9.5م) وترتكز على رقبة دائرية يزينها من الخارج القيشاني* الذي يحمل زخارف كتابية لآيات سورة الإسراء، ولها أربعة أبواب. ومن الجدير بالذكر أن هناك انحناء في دائرة دعامات القبة (ما بين 2.5-3) يمكن الشخص عند دخوله من أي باب من الأبواب الأربعة من كشف كل ما في داخل القبة من أعمدة ودعامات في كافة الاتجاهات. وفي عام 1433ه/ 2011م قامت دائرة الأوقاف الإسلامية ولجنة إعمار المسجد الأقصى بترميم مبنى القبة.

*القيشاني من أفخر أنواع الخزف الملون مغطى بقشرة رقيقة بيضاء عليها طلاء أبيض شفاف برّاق تحته رسوم حدودها سوداء أما ألوانها فإما خضراء براقة أو زرقاء أو حمراء فاتحة وكثيراً ما يُضاف إلى هذه الألوان لون آخر أحمر براق. وبأخذ القيشاني أشكالاً مختلفة حيث يكون على شكل بلاطات مربعة على الأغلب وقد تكون مستطيلة أو سداسية أو مثلثة بحيث تنقش على كل بلاطة منها موضوعات زخرفية متكررة.

 

وتضم قبة الصخرة:

  • القبة المنشأة فوق صخرة المعراج المشرفة.
  • أربعة أبواب.
  • ست عشرة نافذة زُينت بالزخارف الجصية والزجاج الملون، وهذه الزخارف كتابية وهندسية ونباتية.
  • المحراب وهو من بقايا البناء الأموي الأصلي ويعد أقدم محراب تاريخي في العالم الإسلامي.
  • صخرة المعراج المشرفة: وهي صخرة طبيعية غير منتظمة الشكل
  • يوجد أسفل الصخرة كهف صغير فيه محرابان أحدهما مسطح وآخر مجوف يُطلق عليه مصلى الأنبياء، ويقوم العديد من المسلمون بالصلاة داخل الكهف لاعتقادهم خطأ أن له زيادة في الفضل، ويعتقد كثير من المسلمين أن هذه الصخرة هي الصخرة التي عرج منها النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء.

قبة الصخرة في عهد الأمويين:

طلب وحقق معاوية بن أبي سفيان مبايعته خليفة للمسلمين في بيت المقدس وقام الخليفة عبد الملك بن مروان ببناء قبة الصخرة والمسجد الأقصى في عام (69ه/688م)-(72ه/691م) وتلقى البيعة فيها أيضاً وتبعه ابنه الوليد بن عبد الملك بإتمام البناء.

كما استقبل الخليفة سليمان بن عبد الملك وفود المبايعين أيضاً في صحن المسجد الأقصى واتخذ بيت المقدس مقراً لحكمه.

وتعتبر قبة الصخرة من أبرز معالم الفن المعماري الإسلامي وهي أقدم مبنى إسلامي وصلنا على هيئته الأصلية.

قبة الصخرة في العهد العباسيين:

اهتم العباسيون بقبة الصخرة ورمموها عدة مرات كان من أبرزها ترميم الخليفة المأمون لمبنى القبة عام 216ه /831م، كما قامت أم الخليفة العباسي المقتدر بالله بتزويد القبة بأبواب خشبية عظيمة عام 301ه/ 913م.

قبة الصخرة في عهد الفاطميين:

قام الفاطميون بترميم قبة الصخرة بالكامل في عهد الخليفة الظاهر بأمر الله أبو الحسن بن الحاكم عام 413ه/ 1022م إثر زلزال مدينة القدس، كما رممها الخليفة أبو جعفر عبد الله مرة أخرى عام 467ه/ 1074م.

قبة الصخرة في عهد الفرنجة:

احتل الفرنجة بيت المقدس عام 492ه/ 1098م واتخذوا من المسجد الأقصى مقراً لحكمهم وأحاطوا قبة الصخرة بسياج حديدي ليمنعوا الناس من حيازة قطع من الصخرة. وكانت احتفالات عيد الفصح (أحد الشعانين) تبدأ من ساحات قبة الصخرة وتنتهي عندها. وبعد تحرير بيت المقدس على يد صلاح الدين الأيوبي عام 583ه/ 1187م قام بإعادة الشعائر الإسلامية في مسجد قبة الصخرة.

قبة الصخرة في عهد الأيوبيين:

قام صلاح الدين الأيوبي بترميم قبة الصخرة بعد تحريرها من احتلال الفرنجة وأزال المعالم التي أضافوها على البناء وقام بغسلها بماء الورد كما جدد جدرانها الداخلية ورمم وكسا قبتها بالذهب، ومن آثار الأيوبيين أيضاً الإطار الخشبي المحيط بالصخرة المشرفة والذي ما زال قائماً حتى اليوم.

  قبة الصخرة في عهد المماليك:

قام المماليك بترميم قبة الصخرة عدة مرات واهتموا بها اهتماماً بالغاً حيث قام الظاهر بيبرس بترميم مبنى القبة بالكامل وجدد الفسيفساء التي تزين مثمن القبة الخارجي عام 659ه/ 1294م وكذلك فعل السلطان محمد بن قلاوون والأمير محمد بن سيف الدين الظاهري.

قبة الصخرة في عهد العثمانيين:

اهتم السلاطين العثمانيين بقبة الصخرة اهتماماً بالغاً وقد شهدت في عصرهم ازدهاراً معمارياً حيث قام السلطان سليمان القانوني باستبدال الفسيفساء التاريخية المحيطة برقبة القبة والجدران الخارجية بقطع القيشاني التي أُحضرت خصيصاً من استانبول ما بين عام (955ه/ 1548م)-(969ه/ 1561م) وكما قام بترميم بناء الصخرة وفتح نوافذ جديد في كرسي القبة من الداخل وجدد أبوابها وكساها بالنحاس

بينما قام السلطان عبد المجيد الثاني بإجراء ترميم شامل لقبة الصخرة وأعاد بناء قسم كبير منها عام 1270ه/ 1853م

وكذلك فعل السلطان عبد العزيز بن السلطان محمود الثاني كساها بصفائح الرصاص ووضع الثرية الكبيرة الموجودة بين الباب القبلي والمنبر عام 1291ه/ 1874م

وأما السلطان عبد الحميد الثاني فقد أمر بكتابة سورة ياسين بخط الثلث في أعلى تثمينة القبة من الخارج عام 1293ه، 1876م.

قبة الصخرة في عهد الهاشميين:

قام الهاشميون ومنذ توليهم الوصاية على المسجد الأقصى المبارك بإعمار قبة الصخرة المشرفة عدة مرات منذ عهد الملك المؤسس عبد الله الأول حيث أمر بترميم القبة بالكامل عام 1342ه/ 1923م تبعتها عدة مبادرات في عهد الملك الحسين بن طلال حيث كسا القبة بصفائح الألمنيوم المذهبة وقام بتركيب الرخام على الجدران الداخلية وترميم بلاط القيشاني الخارجي عام 1372ه/ 1952م وأمر بما يُعرف بمرحلة الإعمار الثالث والتي امتدت منذ عام 1389ه/ 1969م وحتى عام 1415ه/ 1994م حيث استبدلت القبة الخارجية بأخرى جديدة مصنوعة من صفائح النحاس المخلوط بالزنك والمعالجة بطبقة من الذهب عيار 24 وتم صيانة الزخرفة الداخلية بالقبة الخشبية وتركيب نظام للإنذار وإطفاء الحرائق. وما زال الهاشميون حتى الآن يقومون على راعة قبة الصخرة وإجراء ما يلزمها من ترميمات من خلال دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.