ما هو التخطيط الاستراتيجي انواعه والمراحل دليلك الشامل

إن التخطيط الاستراتيجي هو عبارة عن إمكانية إنشاء خطة زمنية لمؤسسة ما أو شركة يكون الغرض منها هو دراسة الأهداف الخاصة بتلك المؤسسة والسعي إلى تحقيقها بشكل احترافي للغاية، على أن تكون تلك النظرة طويلة المدى، ويعتمد الأمر هنا على بعض الأشياء الأساسية ومن أهمها الجمع بين الموارد التي تمتلكها المؤسسة وبين الأهداف التي تريد المؤسسة الوصول إليها.

يتم تعديل التخطيط الاستراتيجي طوال الوقت فإنها ليست خطة ثابتة لا تتغير بل إن هناك الكثير من التطوير الذي يدخل عليها على حسب الاحتياجات التي تتطلبها المؤسسة، فضلًا على أن التخطيط مواكب لكل الأمور المحيطة من حول المؤسسة وتؤثر بها، ومن المهم معرفته أن التخطيط الاستراتيجي لا يقتصر على الشركات الكبيرة فقط، بل إنه يشمل الشركات الصغيرة والمتوسطة بل إنها أكثر احتياجًا له من الشركات الكبيرة لكي تتطور وتنمو بشكل أفضل.

مراحل التخطيط الاستراتيجي

يتم التخطيط الاستراتيجي عبر عدة مراحل والتي تتضمن الآتي:

المشورة والمناقشة

إنها المرحلة الأولى التي يتم مناقشة بها كل أوضاع المؤسسة ومشاركتها مع مديرين الشركة والأقسام التي بها، ومن خلال تلك المشاركة يتم استنتاج بعض الأفكار والمخططات التي يمكن اتباعها في إنشاء تلك الخطة، ومن خلالها يتم توضيح الرؤية المستقبلية التي تريد المؤسسة الوصول إليها في المستقبل البعيد.

تحديد الأهداف وكتابتها

يتم الآن توضيح كافة الأهداف التي تريد الشركة الوصول إليها من خلال تلك الخطة، من ثم يتم كتابة تلك الأهداف بشكل محدد لكي تكون نصب الأعين، ومن ثم يتم عمل خطة زمنية من خلالها يتم مراجعة الخطة وإصدارها.

تحليل نقاط القوة والضعف

يقوم المتخصصين في الشركة بدراسة المميزات والعيوب التي في الشركة ونقاط القوة المراد التعامل معها ونقاط الضعف المراد معالجتها والوصول إلى الطريقة التي من خلالها سوف يتم تطوير نقاط القوة تلك، مع دراسة إمكانية الشركة ومواردها في تحقيق تلك الأهداف.

الشروع في التنفيذ

هنا يتم تكليف كل فرد في المؤسسة بالمهام المكلف بها والتي تكون محددة ودقيقة والبدء في متابعته في تنفيذ تلك المهام، من ثم يتم التأكد أنها تتم على أرض الواقع كما تم التخطيط لها مسبقًا، وعلى مدار تلك المدة الطويلة يتم متابعتها والتأكد أنها تسير في الطريق الصحيح.

أهمية التخطيط الاستراتيجي

ترجع أهمية التخطيط الاستراتيجي إلى الآتي:

• إنه من الطرق الآمنة والقوية التي من خلالها يتم الحماية من المخاطر التي قد تتعرض لها الشركة في المستقبل.
• تستطيع من خلالها تحليل الوضع الحالي بشكل مفصل وتحديد أهداف المؤسسة ونقاط الضعف ومعالجتها.
• قياس أداء الشركة ومتابعة أدائها وأيضًا عمل تلك الأهداف وفقًا للمخطط الزمني الذي تم تحديده مسبقًا.
• يوفر التخطيط الاستراتيجي صورة مميزة لشكل المؤسسة للجهات الخارجية الأخرى وأنها قوية للغاية.
• إنفاق المال بالشكل المنظم والدقيق وترشيد استهلاك المال وإنفاقه في المكان الصحيح.
• التخطيط يجعل كل شيء قابل للقياس والإدارة بشكل دقيق والتعرف على مستوى الوصول إلى المستوى المطلوب.
• يمكنك من خلال التخطيط التعرف على طبيعة تطور عملك وتتبع تطور اقتصاد المؤسسة الاقتصادي.
• تستطيع التعرف على المؤثرات الخارجية التي تؤثر على أداء الشركة ودورها في تطوير أو تعطيل الشركة.
• لن تستطيع أن تكون في الصدارة أو الريادة بين الشركات الأخرى بدون عملية تخطيط احترافية.
• التخطيط ضد الفوضى، فإنه كلما كان التخطيط دقيق كلما جعل مؤسستك أبعد ما يكون عن الفوضى.

أنواع التخطيط الاستراتيجي

يختلف التخطيط الاستراتيجي على حسب نوعه وإليكم تلك الأنواع:

تخطيط استراتيجي يومي

إنه من أنواع التخطيط التي تتم بشكل يومي ومن خلالها يتم عمل خطة عمل لكل يوم يتم في المؤسسة، ومن خلال هذا النوع يتم معالجة أي من العقبات التي تواجه أفراد العمل في تحقيق الأهداف من الخطة أو سير العمل، إضافة إلى التخطيط للتسويق بشكل دقيق والعمل على زيادة الأرباح.

تخطيط استراتيجي مستقبلي

إنها تلك النظرة التي تتم بشكل عميق وطويل المدى، ويتم أداء تلك المخططات الاستراتيجية بسرعة للغاية لمواكبة أي تحديات جديدة قد تطرأ على الشركة، وهو مناسب لنوع معين من المؤسسات التي من بينها الشركات الإلكترونية والأجهزة اللوحية.

تخطيط استراتيجي شامل

يعتمد على دراسة ماضي المؤسسة وحاضرها وبناء عليه يتم التخطيط إلى مستقبل الشركة وأدائها والتأكد أنها سوف تسير في الاتجاه الصحيح، فإن هذا النوع يغطي كل الجوانب المختلفة من التخطيط والمراحل الخاصة به ومعرفة ما إن كانت تتم بشكل صحيح أم لا.

ملخص التخطيط الاستراتيجي

يجب معرفة أن أغلب الشركات الكبرى تعتمد بشكل كبير على أداء التخطيط الاستراتيجي جزء كبير لأداء تلك المهام التي تسعى إليها الشركة على المدى البعيد، ومن خلال التعريفات المختلفة التي أطلقت على التخطيط الاستراتيجي فإنه يوضح الاستدامة بين كل من أهداف تلك المؤسسة وبين تطلعات الشركة ومن خلالها يتم إعادة ترتيب الأنشطة المختلفة بالصورة الصحيحة ويكون الغرض منها تحقيق النمو وزيادة أرباح المؤسسة في المستقبل.

خطوات التخطيط الاستراتيجي

تتم عملية التخطيط الاستراتيجي عبر بعض الخطوات الأساسية والتي تكون كالتالي:

1. تحديد الموقع الاستراتيجي الخاص بك وبالمؤسسة التي تريد التخطيط لها وجمع بيانات السوق المحيطة بها.
2. قم بطرح الأسئلة المختلفة التي من خلالها يمكنك تحديد الأولويات والأهداف الخاصة بالمؤسسة.
3. الآن قم بإنشاء الخطة بالصورة الاحترافية التي من خلالها يمكنك الحصول على الأهداف في النهاية.
4. مراجعة الخطة الآن والتأكد أنها بالفعل من الممكن أن يتم تنفيذها الآن.
5. الشروع في تنفيذ الخطة وتحويل تلك الخطة إلى أرض الواقع وتنفيذها بشكل مسلسل على مدار الخطة الزمنية.

أهداف التخطيط الاستراتيجي

تشمل أهداف التخطيط الاستراتيجي الآتي:

• إمكانية استخدام الموارد بشكل مثالي وهي من أهم الأهداف التي تسعى إليها الإدارة العليا في المؤسسة.
• السعي إلى تحديد الأولويات الخاصة بكل هدف من أهداف التخطيط الاستراتيجي وتحقيقه في المقدمة.
• تسيير العمل وفقًا للخطة الاستراتيجية وبناء على ذلك يمكنك اتخاذ القرارات الصحيحة.
• التناغم التام بين كل أفراد المؤسسة وعدم وجود أي احتمالية للاختلاف.

معوقات التخطيط الاستراتيجي

إليكم بعض الأشياء التي تعوق التخطيط الاستراتيجي وتشمل:

• أن يكون هناك غياب في الوعي الاستراتيجي وضعف تأهيل الموارد البشرية لتنفيذ التخطيط.
• القيام بهيكلة المؤسسة قبل البدء في التخطيط الاستراتيجي.
• الاعتماد على نماذج ثابتة في التخطيط الاستراتيجي.
• التعاون بشكل ضعيف للغاية من قبل العاملين في المؤسسة وغياب المتابعة بصورة دقيقة.
• استغراق الكثير من الوقت في التخطيط وعدم توافر الموارد المالية الكافية للتخطيط.
• الفقر في التواصل بين أفراد المؤسسة وبعضها البعض مع مقاومة الشركة للتغيير والتطور.
• الضعف في الترابط بين التخطيط التشغيلي وبين التخطيط الاستراتيجي.
• عدم توافر مكاتب إدارة استراتيجية وضعف التزام الإدارة بالتخطيط الاستراتيجي.
• اختيار خاطئ في أنواع أدوات قياس أداء التخطيط.
• عدم وضع في الاعتبار جانب الحكومة ضمن الخطة الاستراتيجية.

فوائد التخطيط الاستراتيجي

يمكنك التخطيط الاستراتيجي من الحصول على بعض الفوائد المختلفة من بينها:

• إن الهدف الرئيسي من التخطيط الاستراتيجي والفائدة الأولى تكمن في رفع أداء الشركة وزيادة معدلات الإنتاج بها.
• العمل على زيادة الأرباح بشكل كبير فإن ارتفاع معدلات الأرباح مقترن تمامًا بمستوى التخطيط الاستراتيجي.
• توقع الأشياء المستقبلية التي قد تتعرض لها المؤسسة واحتمالية المخاطر المتوقعة وتفاديها.
• يساعد في توضيح الطريقة التي تعمل بها المؤسسة للأفراد الداخليين مما يجعل الشركة تسير على وتيرة واضحة.
• تجعل التواصل بين أفراد المؤسسة والإدارة والعاملين أكثر وأفضل بشكل ملحوظ.
• إن مسار الوظيفة الخاصة بكل موظف في الشركة يكون واضح على المدى الطويل مما يعطيه الأمان الوظيفي.
• وضع خطة استراتيجية قوية يجعل الشركة في مسار تنافسي قوي مع غيرها من الشركات الأخرى.
• يفتح لك الكثير من آفاق الاستثمار والإنتاج بالصورة التي تساعد في تطوير مؤسستك.
• تمنحك فرصة الابتكار بشكل أكبر واختيار طرق جديدة للتسويق والإنتاج لتطوير أداء الشركة.
• توفر لك البعد التام عن الجمود والروتين الذي يدمر أي تطوير أو ابتكار في أي شركة.

نماذج التخطيط الاستراتيجي

يوجد أكثر من نموذج يتم اتباعه في التخطيط الاستراتيجي وهناك بعض الاختلافات والتشابهات بين تلك النماذج وبعضها البعض، ومن بين أشهر تلك النماذج هي:

التحليل الرباعي SWOT analysis

إنه التحليل الداخلي للمؤسسة والذي من خلاله يتم التعرف على نقاط القوة والضعف في المؤسسة، ومن خلاله يمكنك معرفة الفرص المتاحة لها والتهديدات التي قد تواجهها أثناء العمل، بالتالي تكون تلك هي الجوانب الأربع التي يتم تحليلها ضمن هذا النموذج، ومن ثم يتم تحويل نتائج تلك التحليلات إلى أهداف استراتيجية والشروع في تحقيقها، وبالرغم من أنها فعَّال في الكثير من الأحيان إلى أن بعض الدراسات تشير إلى أنه ليس كافيًا.

نموذج فورد للتخطيط الاستراتيجي

يعتمد هذا النموذج المميز على ثلاث مراحل والذي تم استخدامه للمرة الأولى في عام 1999 وتشمل كل من الحاضر والمستقبل والتخطيط، وتتضمن تلك المراحل بعض العناصر الأساسية وهي رؤية المؤسسة والرسالة، القيم العامة، تحليل الواقع بشكل شامل والاستراتيجيات المطلوبة لأداء تلك الرسالة ورؤية المؤسسة.

خصائص التخطيط الاستراتيجي

هناك بعض السمات الأساسية التي يتسم بها التخطيط الاستراتيجي بالمقارنة مع غيره من أنواع التخطيط الأخرى والتي تشمل:

• إن التخطيط الاستراتيجي يتميز بأنه يغطي فترة كبيرة بالمقارنة مع المخططات المؤقتة أو قصيرة المدى.
• إنه الأب الروحي لكافة المخططات الأخرى التي تنبثق منه فيما بعد.
• يعد المخطط الأكبر ويحظى بالأولوية في المؤسسة ويتم الإشراف عليه من قبل الإدارة العليا.
• إنه يوفر قدرة هائلة في تجميع كل موارد وطاقات الشركة المختلفة التي من خلالها يتم تحقيق أهداف الخطة الاستراتيجية.
• أي تخطيط استراتيجي يتضمن رؤية الشركة ورسالتها والقيم الخاصة بها والأهداف الاستراتيجية وتطويرها.
• يعتمد على المعلومات الأساسية الخاصة بالمؤسسة في الوقت الحالي ومجابهة التحديات الخارجية التي تواجهها.

متطلبات التخطيط الاستراتيجي

يتضمن التخطيط الاستراتيجي بعض المتطلبات التي يحب القيام بها، فإنه في حالة عدم توفيرها قد يؤدي ذلك إلى فشل الخطة الاستراتيجية ومن بين تلك المتطلبات:

• اختيار الموظفين والمديرين الأكفاء المناسبين لأداء الخطة الاستراتيجية وعلى وعي تام بمعنى التخطيط الاستراتيجي.
• مجلس الإدارة عليه دور كبير في المشاركة داخل الخطة الاستراتيجية وعليه المسؤولية الأكبر وليس فقط دوره المراجعة.
• تحديد المصادر التي سوف يتم تمويل من خلالها الخطة الاستراتيجية حتى نهاية تنفيذها.
• أن يتم تنفيذ تلك الخطة وفقًا إلى قوانين ثابتة تسير بشكل احترافي ودقيق على كافة الجوانب طوال تنفيذ الخطة.
• توفير مبادئ عامة من خلالها يتم أداء تلك الخطة، مع الوضع في الاعتبار أي تغيرات طارئة قد تحدث.
• تحديد المعايير التي من خلالها يتم التأكد ما إن كانت الخطة الاستراتيجية تسير بشكل ناجح أم لا.