هيرمس
شايل جيل
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

WE

السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار

 ياسر بن عامر رضي الله عنه ..  رجل من الجنة

ياسر بن عامر  .. صحابي جليل من السابقين الأولين أسلم مبكراً مع زوجته سمية بنت خياط وولديه عمار وعبدالله، رضي الله عنهم. وكانوا من المؤمنين المستضعفين الذين عذبوا في سبيل الله على ايدي كفار قريش فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر عليهم فيقول: (اصْبِرُوا آلَ يَاسِرٍ مَوْعِدُكُمُ الْجَنَّةُ) وصدق النبي الكريم وصبر آل ياسر حتى قدموا حياتهم ثمناً لإيمانهم في مكة سنة 6 من البعثة فكان موعدهم الجنة، مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، ونجا عمار بن ياسر حتى استشهد في موقعة صفين عام 34 من الهجرة.


 

هو يَاسِرُ بْن عامر بْن مالك بْن كنانة بْن قَيْس بْن الحصين بْن الوذيم بْن ثَعْلَبَة بْن عوف بْن حارثة بْن عامر الأكبر ابن يام بْن عنس. وهو زَيْد بْن مالك بْن أدد بْن يشجب بْن عريب بْن زَيْد بْن كهلان بن سبأ بن يشجب بْن يعرب بْن قحطان. وإلى قحطان جماع أَهْل اليمن. وبنو مالك بْن أدد من مذحج. هو والد الصحابي عمار بن ياسر وزوجته هي سمية بنت خياط أول من استشهد في سبيل الله

وكان ياسر بن عامر رضي الله عنه وأخواه الحارث ومالك قدموا من اليمن إلى مكة يطلبون أخا لهم فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وزوجه أبو حذيفة جارية له يقال لها سمية بنت خياط فولدت له عمارا. فأعتقه أبو حذيفة. ولم يزل ياسر وعمار مع أبي حذيفة إلى أن مات.

وبعث الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ووجد عامر بن مالك واسرته رضوان الله عليهم النور الذي جاء به النبي فبادروا إلى الدخول في الإسلام فأخذهم بنو مخزوم فجعلوا يعذبونهم حتى يرجعوا عن دينهم. وروي عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عفان قَالَ: (أَقْبَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذٌ بِيَدِي نَتَمَاشَى فِي الْبَطْحَاءِ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى أَبِي عَمَّارٍ وَعَمَّارٍ وَأُمِّهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ. فَقَالَ يَاسِرٌ: الدَّهْرُ هَكَذَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ الْخَزَّازُ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ يُوسُفَ الْمَكِّيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِعَمَّارٍ وَأَبِي عَمَّارٍ وَأُمِّهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ بِالْبَطْحَاءِ).

واشتد اذي كفار قريش على آل ياسر بن مالك رضوان الله عليهم فالبسوهم ادراع الحديد وصهروهم في الشمس، وشكا عمار رضي الله عنه إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقال: بلغ منا العذاب كل مبلغ، فقال: (صبرا أبا اليقظان، اللّهم لا تعذب احدا من آل ياسر في النار). كان عمار وأمه سمية ممن عذب في الله، ثم أعطاهم عمار ما أرادوا بلسانه واطمأن بالإيمان قلبه، فنزلت فيه ((إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان))، وهذا مما اجتمع أهل التفسير عليه

وجاء ابو جهل فجعل يشتم سمية بنت خياط رضي الله عنهاويرفث، ثم طعنها فـي قـلـبـها فماتت، فهي أول شهيدة في الاسلام، ثم مات زوجها ياسر في العذاب، وروي أن أبا جهل قَالَ لِسُمَيّةَ أُمّ عَمّارِ بْنِ يَاسِرٍ: (مَا آمَنْت بِمُحَمّدِ إلّا لِأَنّك عَشِقْته لِجَمَالِهِ ثُمّ طَعَنَهَا بِالْحَرْبَةِ فِي قُبُلِهَا حَتّى قَتَلَهَا). كما قٌتل ولدهما عبدالله بن ياسر رضي الله عنه. وأخرج بن سعد بسند صحيح عن مجاهد قال: أول شهيد في الإسلام سمية والدة عمار بن ياسر وكانت عجوزاً كبيرة ضعيفة ولما قتل أبو جهل يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار: (قتل الله قاتل أمك).

واجتمع على ياسر بن عامر رضي الله عنه غلمان من قريش فنالوا وضربوه حتى انفتق له فتق في بطنه وكسروا ضلعاً من أضلاعه .. فاستشهد رضي الله عنه هو وزوجته سمية بنت خياط وابنهما عبدالله بن ياسر رضي الله عنه بمكة وعن عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال ((أَلَا أُحَدِّثُكُمَا عَنْهُ يَعْنِي عَمَّارًا، أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذًا بِيَدِي نَتَمَشَّى فِي الْبَطْحَاءِ، حَتَّى أَتَى عَلَى أَبِيهِ وَأُمِّهِ وَعَلَيْهِ يُعَذَّبُونَ، فَقَالَ: أَبُو عَمَّارٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الدَّهْرَ هَكَذَا ؟! فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اصْبِرْ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِآلِ يَاسِرٍ، وَقَدْ فَعَلْتُ)).

وهكذا نال ياسر بن عامر رضي الله عنه فضل الشهادة في سبيل الله عز وجل فهي اصطفاءٌ من الله تعالى لخيرة عباده ليكونوا مع الأنبياء في الجنة، والشهداء ليسوا بالأموات، بل هم أحياءٌ عند ربهم يُرزقون، وقد ذكر الله ما أعدّه للشهداء عند أول قطرة دمٍ تراق منهم؛ حيث يغفر الله لهم ذنوبهم، ويأمنهم من الفزع الأكبر، ويُجيرهم من عذاب القبر، ويُوضع على رأس أحدهم تاج الوقار، ويشفع في سبعين من أهله، فرضي الله عن ياسر بن عامر وعن آل ياسر اجمعين.





يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق