سر وتجربة وبشرى.. خبرة 60 عاماً في زراعة النخيل يكشفها "آل ظافر"

بلوّر معاناة مزارعي الأفلاج.. لا مهرجانات وقلة بالمسوّقين ونسبة التوريد
سر وتجربة وبشرى.. خبرة 60 عاماً في زراعة النخيل يكشفها "آل ظافر"

كشف المزارع مسفر بن بريكان آل ظافر، عن خبرة 60 عاماً قضاها في زراعة النخيل في الأحمر وأنواع النخيل بالمنطقة وسر تمسكه بهذه المهنة لأكثر من 6 عقود.

وقال "آل ظافر" لـ"سبق": "يوجد في مدينة الأحمر بالأفلاج عديد من أنواع النخيل، منها السري التي تعد هي النخلة الأساسية في المنطقة منذ القدم، إضافة إلى الصفري والخلاص.

وأضاف: من خلال عملي في زراعة النخيل منذ نحو 60 عاماً حاولت التجديد والابتكار في زراعة أنواع جديدة من النخيل من خلال زراعة نواة التمر "الفصم" ونجحت تلك التجربة في ظهور نحو ثلاثة أنواع جديدة من النخيل وذات انتاجية جيدة منها ما هو صالح للأكل فقط في نفس الموسم ومنها ما يكون على مدار العام بالحفظ والتخزين.

بشرى خير هذا العام

وتابع:هذا العام هناك بشرى خير لدى المزارعين، فمن الملاحظ قلة وجود "الشيص" في ثمار هذه السنة؛ لكون "الشيص" وهو اقتران نبات حبتي رطب مع بعض في نفس "العذق"، وهذا الأمر يضر الثمرة ويتلفها في وقت قبل النضج.

تجارب الاستزراع ومراحل الإنتاج

واسترسل: استزراع النخيل من خلال نواة التمر غالباً ما يطلع فحل نخل، ولكن هناك طريقة يقوم بها المزارعون لتكون نخلة مثمرة ومنتجة فيقوم المزارع بفصل الفصيلة عن النواة إبان نبتها ومن ثم غرسها مرة أخرى وهذه العملية تنجح في تحول الطلع من فحل إلى نخلة.

وأشار إلى أن النخلة التي تظهر من عملية الاستزراع بنواة التمرة تظهر نخلة منتجة لنوع جديد من التمرة عكس فصل الفسائل من الأمر وغرسها فتطلع مثل الأم دون اختلاف.

وقال: النخلة على مدار العام تحتاج إلى عناية حيث تبدأ زراعة النخلة بغرس فسائل النخيل التي تؤخذ من تحت الأم وهذه العملية تتم في موسم محدد وعملية الفصل تكون بدراية وعناية مثل إجراء العملية الجراحية للإنسان، وذلك لتجنب إصابة الأم "النخلة"، والفصيلة والنخلة تحتاجان على مدار العام إلى عناية واهتمام لكي يكون إنتاجها جيداً".

وعن فترة الإنتاج بعد الغرس، أكد أن فترة الإنتاج تختلف من نخلة إلى أخرى وفي الغالب من 2 إلى 3 سنوات، لكن الإنتاج الجيد لا يتم إلا بعد 5 سنوات.

هواية الـ 60 عاماً

وأردف: العمل في زراعة النخيل والاهتمام بها لم يعد تجارة في الوقت الحالي ولكن عشرة الـ 60 عاماً وأنا مصاحب للنخلة وحيث كانت التمور هي مصدر الرزق للجميع في الزمن الماضي دفعني ذلك للتمسك بها ورعايتها، فكان في الزمن الماضي لا يوجد عند المزارع إلا عدد قليل من النخيل ولكن في الوقت الحالي في ظل الدعم اللامحدود من قبل حكومتنا الرشيدة، ووفرة المياه، وخصوبة التربة، وتشجيع الدولة -أعزها الله- للمزارعين صارت زراعة النخيل الآن بالآلاف.

نجاح أول تجربة

وعن سر انفراد إحدى نخيل مزرعته بمحبة خاصة دون غيرها من النخيل، قال: نخلة السري هي المحببة لجميع المزارعين في المنطقة؛ لأنها هي نخل الآباء والأجداد وسهلة التكاليف وصلاح ثمرتها وحبة التمر بها كبيرة، ومحاصيل السري لا تحتاج إلى تسويق يتم بيعها على الفور وتعد نخيل السري بالأحمر من أفضل النخيل على مستوى المملكة، إضافة إلى الخلاص، ولكن هناك نخلة لها طابع خاص عندي لأنها النخلة الأولى التي تمّت زراعتها بعد إحدى التجارب لاستزراع أنواع جديدة من النخيل قبل نحو 20 عاماً وكانت النتيجة جيدة حيث ظهرت نخلة ذات إنتاج جديد وفاخر فأسميتها "الفاخرة"؛ بل إنها الآن أفضل أنواع نخيل المزرعة.

معاناة المزارعين

وتابع: يعاني مزارعو النخيل في الأفلاج، عدم وجود مهرجانات بالمحافظة وقلة المسوّقين للمحاصيل لتوصيلها إلى المناطق التي تقام فيها مهرجانات، إضافة إلى قلة نسبة الكمية المسموح بتوريدها لكل مزارع بالمحافظة لمصنع تمر الأحساء، مطالباً بضرورة إقامة مهرجان للتمور بالأفلاج أسوة بالمحافظات التي أقامت مهرجانات للتمور ونجحت في ذلك.

واختتم: زراعة النخيل مهنة عظيمة وعمل تتوارثه الأجيال حيث اهتمت رؤية المملكة 2030 بأن تكون المملكة من أكبر المصدرين للتمور بالعالم، ومقومات هذه التطلعات متوافرة، وإن شاء الله سوف تتحقق هذه التطلعات عن قريب، وعلى الشاب الحرص التام على المساهمة والاهتمام في بناء وطنهم في جميع المجالات، والتحلي بأخلاق وتعاليم ديننا الإسلامي، واستشعار نعمة الأمن والأمان والاستقرار ورغد العيش التي تستوجب منا الشكر في هذه البلاد المباركة التي نعيش فيها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org