تم نسخ الرابط بنجاح

جبل القارة

saudipedia Logo
جبل القارة
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

جبل القارة، أو جبل قارة، هو أحد الجبال في المملكة العربية السعودية، يقع شرق مدينة الهفوف بالمنطقة الشرقية، يبعد مسافة تُقدر بنحو 15 كم عن مدينة الهفوف وسط الواحة الخضراء بمحافظة الأحساء، يبلغ ارتفاعه 210م فوق سطح البحر، ويُعدُّ ثاني أصغر جبال السعودية بعد جبل أبرق الكبريت.      

تحتل قاعدة جبل القارة مساحة تصل إلى نحو 14 كم². ويبلغ طوله نحو 1000م من الشمال إلى الجنوب، و800م من الشرق إلى الغرب.

تسمية جبل القارة

تعددت الروايات التاريخية بشأن اسم القارة الذي يُطلق على هذا الجبل، ومنها ما تردّه إلى قبيلة جاهلية "حذقت في الرماية" وسُميت "القارة"، لشدة براعة أهلها في رمي السهام. وهناك من يرى بأنَّ معنى الاسم هو جبل صغير منفرد أَسود مستدير ملموم طويل في السماء.

وترى بعض كتب التاريخ أن جبل قارة كان هو المقصود باسم "المشقّر" الذي ورد قديمًا عند المؤرِّخين والرحَّالة. واختلف المؤرِّخون في موضع المُشقّر، فقيل "إنه موضع في الحجاز، ووادٍ في أجأ أحد جبلي طيء، وحصن في البحرين، وهذا أشهرها.

وذكر آخرون أن القارة سميّت بهذا الاسم لأن جنوبها يلتصق بتلّ كبير الحجم، غريب الشكل والتكوين ذي كهوف متفاوتة الحجم، وفوقه صخرة كبيرة منحوتة بشكل عجيب: إنها ثلاثة رؤوس، أحدها متجه إلى الجنوب وهو يشبه رأس امرأة، وآخر متجه نحو الشمال، وهو يشبه رأس رجل، أما الثالث فهو الوسط بينهما ويشبه رأس أسد في منظره، وهذا الجبل ما زال يُعرف حتى اليوم باسم جبل "رأس القارة" وهو الذي عناه الجغرافيون العرب.

تاريخ جبل القارة

يعود تشكّل جبل قارة إلى ما قبل 2.5 مليون سنة، وتحيط به أربع قرى تاريخية، هي: التويثير والدالوة والتهيمية والقارة التي أخذ الجبل منها اسمه. ويطل الجبل على مساحات واسعة من النخيل والبساتين والقرى.  

موقع جبل القارة

يقع جبل القارة في الخريطة الجيولوجية على الطرف الشرقي لهضبة شدقم التي تربط بين الكويت والعراق شمالًا، والربع الخالي جنوبًا. ونتجت شبكة منحنياته ومغاراته عما يُسمى بالتجوية التحهوائية، إذ يتغير شكل الصخر بسبب المطر والأنهار وليس بسبب المياه الجوفية، مما أدى إلى شكل الصخور الغريب المشابه للفطر، والممرات الضيقة، والمغارات.

يتكون جبل قارة من حجر جيري ذي طبقات ملونة أظهرتها عوامل التعرية، وعلى رأسه تلة صخرية ضخمة، يطلق عليها اسم المشيقر، ولرأس الجبل تاريخ قديم يعود لعصر ما قبل الإسلام، فكان منزلًا لملوك كندة، وذُكر في أشعار الشاعر امرؤ القيس.

كهوف جبل القارة

أسهمت كهوف ومغارات جبل القارة في تعزيز شهرته، وجعله وجهة أثرية وسياحية، إذ يحتوي على 12 مغارة مختلفة الأشكال والأطوال، وتتميّز ببرودة جوّها الداخلي، وتبقى الحرارة في حدود 20 درجة مئوية، حتى في أحرّ أيام الصيف عندما تتجاوز الحرارة في خارجها الأربعين درجة مئوية.

تتغير درجات الحرارة في كهوف الجبل بتغير فصول السنة، وتتباين أشكالها وأحجامها، ومنها: كهف الناقة الذي يتسع لنحو 500 شخص، وهو أكبرها وأوسعها، وكهف العيد الواقع بالقرب من سوق الأحد، وكهف المهيوب، وكهف الغيران، وكهف بوصالح.

أرض الحضارات في جبل القارة 

يُعدُّ جبل القارة أحد معالم محافظة الأحساء السياحية، ويمكن الوصول إليه عبر طرق عدة، منها: الطريق الذي يمر عبر عين الخدود أو طريق الجشة أو طريق الجفر مرورًا بالشهارين والمنصورة.

تعزيزًا للبنية السياحية في موقع جبل القارة، افتتح في عام 1437هـ/2016م مشروع "أرض الحضارات" السياحي الثقافي في الجبل بشكل جزئي، بهدف إتاحة الفرصة أمام السائحين والزوار للأحساء بشكل عام، والجبل بشكل خاص للاطلاع على معالم المشروع، وذلك بعد إكمال تمهيد ساحة المواقف الخارجية للمشروع، مما يمكن الزائرين من التجول في المغارة الرئيسية للجبل، والمسرح الحجري.