ماذا تحتاج المرجانيات؟

كثيراً من الكائنات الحية تكون محددة لمنطقة جغرافية معينة بالبيئة الطبيعية المحيطة. فعلى سبيل المثال الدب القطبى يكيف نفسه بشدة مع الظروف القطبية وعليه أن يكافح ليبقى على قيد الحياة فى صحراء صحارى. وتعانى الشعاب المرجانية من نفس القيود، فمن المحتمل أنها محددة لمناطق محلية ذات خصائص معينة. وهذا هو السبب فى أنها تغطى فقط 0.2 % من قيعان المحيطات.

المرجان يفضلها ساخنة… لكن ليست ساخنة جداً!

درجة الحرارة إحدى أكثر العموامل الهامة المؤثرة على توزيع الشعاب المرجانية على الأرض، حيث أن المرجانيات تحتاج إلى درجة حرارة مرتفعة نسبياً لمياه البحر، تتراوح تقريباً بين 18° م و30°م. وهذا يفسر تواجدها بين خطى طول 30° شمالاً و 30° جنوباً حول خط الاستواء.

وبذلك تكون درجة الحرارة مسئولة عن التوزيع المكانى الأفقى للشعاب المرجانية فى العالم. وفى الرسم أسفله، يمكن أن ترى كيف أن درجة حرارة سطح البحر (SST) تتغير على مدى العالم.

ملح أكثر، من فضلك!

عالمياً، توجد المرجانيات فى درجة ملوحة تتراوح بين 32 و40 وحدة ملوحة عملية (PSU) بالرغم من شعاب مرجانية أيضاً تنمو بقوة فى ظروف شاذه من الملوحة العالية أو المنخفضة. والأكثر أهمية من متوسط تركيزات الملوحة هو الأنخفاضات المفاجئة فى درجة الملوحة نتيجة لدخول كميات كبيرة من المياه العذبة بواسطة الأنهار أو الأمطار الغزيرة. إن إنخفاض درجة الملوحة يعتبر عاملاً ثانياً لاختفاء تجمعات من الشعاب المرجانية أمام مصبات الأنهار الكبيرة.

إفتح النور!

إذا كانت درجة الحرارة تحدد الانتشار الأفقى، فان الضوء هو المسئول عن التوزيع الرأسىأى العمق.

نظراً لأن الضوء مطلب أساسى لعملية البناء الضوئى بواسطة الطحالب الحيوية، فان المرجانيات محدودة بالمياه الضحلة النقية. حيث أنه كلما قل الضوء الذى يصلها، تزداد هشاشة هياكل المرجانيات، وبذلك سيكون تكسير المرجانيات أسهل بكثير. إن وصول كميات كافية من الضوء يعتمد على الاشعاع الشمسى القادم إلى سطح الماء وشفافية الماء.

وعموماً توجد المرجانيات حتى عمق 40 – 60 متراً، رغم أنه تم تسجيل بعضها على أعماق تصل إلى 100 متر وأكثر فى مياه نقية بدرجة غير عادية. ونمو المرجان تحت هذا العمق يصبح غير ممكناً أو محدوداً بشدة.

لا تدفع بشدة!

التيارات هى المسئولة عن توزيع يرقات المرجان على مسافات قصيرة إلى طويلة. وفعل الأمواج الكافى يكون ضرورياً لتوفير الغذاء والماء المحمل بالأكسجين إلى أجسام المرجان الجالسة، لمنع صقلها بالرواسب، ولازالة المخلفات الناتجة من جهاز المرجان. وعلى العكس فان التيارات والأمواج القوية جداً يمكن أن تمنع تكوين المرجان.