استكشاف تاريخ ومعاني مسجد قبة الصخرة في القدس بديع العمارة الإسلامية

يُعتبر مسجد قبة الصخرة من أهم المعالم الإسلامية في فلسطين والعالم، وهو عبارة عن مصلى يدخل ضمن حرم المسجد الأقصى، فكل ما بداخل أسوار المسجد الأقصى يعتبر من الحرم. يقع المسجد في مدينة القدس الفلسطينية. وتعتبر قبة الصخرة من أقدم المباني الإسلامية التي ما زالت تحافظ على هيكلها وزخرفاتها منذ أن تم بناءها.

تحمل قبة الصخرة مكانةً وقدسيةً دينية هامة في العالم الإسلامي، ويوجد أسفل الصخرة المشرفة مغارة عبارة عن محراب قديم يطلق عليها مصلى الأنبياء ويطلق عليها أيضاً "مغارة الأرواح" ويمكن لزوار مسجد قبة الصخرة النزول للمغارة والصلاة فيها. 

تاريخ مسجد قبة الصخرة :

في عام 685م أمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ببناء قبة الصخرة، وتم الانتهاء من بناء هذه التحفة الفنية البالغة الجمال في عام 691م، وقام المسجد على أسس قوية وصلبة وقد بذلت فيه الكثير من الأموال ليخرج لنا بهذا الرونق الرائع، فطليت ألواح القبة من الخارج بالذهب وغطت الجدران من الداخل والخارج بالفسيفساء حتى صارت منسجمةً في التكوين، وقد تم زخرفة أعلى أقواس المضلع الثماني الداخلي بآيات من القرآن الكريم المكتوبة بخط الجليل. كل هذا جعل كل من زار مسجد قبة الصخرة يصفه بـ بديع العمارة الإسلامية. 

  • لماذا سميت قبة الصخرة بهذا الاسم ؟

سُمّيت قبة الصخرة بهذا الاسم نظراً لوجود الصخرة المشرّفة التي عرج منها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج، وتقع هذه الصخرة في منتصف مسجد قبة الصخرة، وهي عبارة عن كتلة صخرية غير منتظمة الشكل.

  • سبب بناء قبة الصخرة :

لسبب بناء مسجد قبة الصخرة عدة آراء مختلفة، من أهمها أن الذي أنجز بناء مسجد قبة الصخرة من الأمويين الخليفة عبد الملك بن مروان عمل على استقطاب المسلمين من جميع أنحاء الأرض لهذه البقعة المقدسة وعمل أيضاً على الاعتناء بشكل كبير بالمقدسات الإسلامية، لذلك أمر ببناء المسجد. أما وجهة النظر الأخرى فتقول أنه في زمن الخليفة عبد الملك بن مروان ظهرت إشاعات كثيرة تدّعي أن الصخرة التي عرج منها الرسول معلّقة في الهواء، فقام الخليفة ببناء المسجد ليدحض هذه الخزعبلات المنتشرة بين المسلمين.

شكل قبة الصخرة :

قبة الصخرة قائمة على شكل ثماني الأضلاع له أربعة أبواب تعكس إبداع العمارة الإسلامية، وداخل المثمن الخارجي مثمن داخلي آخر يقوم على دعامات وأسطوانات تتوسطها الصخرة المشرفة، وفوقها قبة يبلغ قطرها ما يقارب 20 متراً بارتفاع 35 متر مطلية بألواح الذهب من الخارج ويعتليها الهلال الذي يعد بدوره رمز المسلمين.

  • الآيات المكتوبة على قبة الصخرة من الداخل والخارج :

الآيات المكتوبة على قبة الصخرة من الداخل مأخوذة من عدة سور قرآنية ومنها: سورة الأحزاب، آل عمران، الحديد، مريم، وسورة النساء، أما الآيات المكتوبة على قبة الصخرة من الخارج فهي: سورة الإخلاص، وجزء من سورة الأحزاب.

  • فسيفساء قبة الصخرة:

يضم مسجد قبة الصخرة ما يصل إلى 1525 متراً مربعاً من زخارف الفسيفساء، أغلب هذه الزخارف تأخذ شكلاً هندسياً ونباتياً. وتتضمن هذه الزخارف أشكالاً مستوحاة من الفن البيزنطي والساساني (الإيراني)، ما دفع بعض المؤرخين للاعتقاد بأن بعض المهندسين البيزنطيين والساسانيين شاركوا في عملية بناء مسجد قبة الصخرة. كما يوجد أيضاً زخارف لكتابات عربية كوفية من القرآن الكريم.

تم على مر الزمان ترميم زخارف فسيفساء قبة الصخرة عدة مرات كان أولها زمن السلطان العثماني سليمان القانوني، وآخرها سنة 2017م بطلب من الحكومة الأردنية، وأشرف على أعمال الترميم هذه مديرية أوقاف القدس ولجنة إعمار المسجد الأقصى التابعة للحكومة الأردنية.

الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة : 

يخلط الكثير من المسلمين وغير المسلمين اليوم ما بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة، فهل مسجد قبة الصخرة هو المسجد الأقصى؟ الجواب: لا، فمسجد قبة الصخرة هو جزء من الحرم المقدسي أو ما يعرف بـ حرم المسجد الأقصى الذي يقع على مساحة تبلغ 144 ألف متر مربع، ويشمل؛ المسجد المرواني ومسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي ومصلى باب الرحمة، ويصل عدد المعالم الموجودة فيه إلى ما يقارب 200 معلم يتنصّفهم مسجد قبة الصخرة ويُعد أعلى نقطة داخل حرم المسجد الأقصى.


تاريخ بدء البناء: 685م  / 66 هـ

تاريخ انتهاء البناء: 691 م / 72 هـ

المعماريون: يزيد ابن سلام ، رجاء بن حيوة

جامع السلطان قابوس الأكبر مسجد إسكندر باشا (طرابزون) جامع السلطان أحمد مسجد ومتحف آيا صوفيا في إسطنبول الكعبة المشرفة مسجد أولو جامع المسجد النبوي جامع الشيخ زايد الكبير مسجد غولبهار خاتون المسجد الكبير المسجد الأخضر مسجد المجيدي (مسجد اورطة كوي) جامع شاهزاده جامع غازي خسرو بيك مسجد أبو مروان

أماكن مشابهة لمسجد قبة الصخرة