الملك عبد الله بن عبد العزيز
الملك عبد الله بن عبد العزيز

توفي العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، الجمعة في مستشفى مدينة الملك عبد العزيز في الرياض، عن سن يناهز 91 سنة، إثر إصابته بالتهاب رئوي..

اعتلى الملك عبد الله عرش المملكة العربية السعودية في الأول من آب/أغسطس 2005، بعد وفاة أخيه غير الشقيق الملك فهد بن عبد العزيز.

وقبل ذلك، تقلد العاهل السعودي الراحل عددا من المسؤوليات كان أولها تعيينه سنة 1964 رئيسا للحرس الوطني، الذي ضم في مطلع تكوينه أبناء من أسهموا مع الملك عبد العزيز في توحيد وبناء المملكة العربية السعودية.

في سنة 1975، عين الملك خالد بن عبد العزيز الأمير عبد الله نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء إلى جانب منصبه السابق كرئيس للحرس الوطني.

وبويع الأمير عبد الله وليا للعهد سنة 1982 بعد تولي أخيه فهد بن عبد العزيز عرش المملكة العربية السعودية. ثم صدر أمر ملكي في اليوم نفسه بتعيينه نائبا أولا لرئيس مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطني، إلى جانب ولاية العهد.

وشهدت المملكة العربية السعودية منذ مبايعة الملك عبد الله بن عبد العزيز العديد من المنجزات التنموية، لكن ملفات تنموية وحقوقية أخرى راوحت مكانها أو شهدت منعطفات حادة صعودا ونزولا.

حقوق المرأة

لم تصل المرأة السعودية إلى ما تصبو إليه من حقوق إلى حد الآن، لكنها حققت مكاسب كبيرة منذ اعتلاء الملك عبد الله العرش. فتح الملك الراحل للمرأة السعودية باب المشاركة الخجولة في صنع القرار، لكن المملكة ظلت محط انتقاد مؤسسات دولية عدة من حيث محاصرة فرص المرأة في الوظائف والمشاركة السياسة والحضور في المجال العام.

وفي هذا السياق، تحققت للمرأة السعودية في ظل حكم الملك عبدالله عضوية مجلس الشورى بنسبة 20 بالمئة كما شاركت نساء المملكة في الانتخابات البلدية.

ولم يقتصر دعم الملك الراحل على المرأة العاملة والقيادية فقط، بل وصل أيضا إلى ربة المنزل وذات التعليم المتوسط، عبر دعم برنامج الأسر المنتجة، وكذلك تأنيث محلات المستلزمات النسائية.

وظلت المرأة طوال عهد الملك عبد الله ممنوعة من قيادة السيارة في المملكة.

25 جامعة جديدة

أولى الملك الراحل اهتماما واضحا بالعلم والثقافة في المملكة العربية السعودية، إذ وجهت المملكة نسبة من عائداتها لتطوير الخدمات ومنها قطاع التعليم.

وشهدت المملكة في عهد الملك الراحل تأسيس 21 جامعة حكومية وأربع جامعات أهلية تضم 19 كلية جامعية أهلية.

وأنشأت كذلك كليات لتعليم البنات والعديد من المدن الاقتصادية منها مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل ومدينة جازان الاقتصادية ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة إلى جانب مركز الملك عبد الله المالي بمدينة الرياض.

خطوات اقتصادية

في المجال الاقتصادي، سجلت السعودية عدة خطوات من أجل تحسين بيئة الأعمال وإطلاق برنامج لحل الصعوبات التي تواجه الاستثمارات المحلية والمشتركة والأجنبية، وهو ما توج بحصول المملكة على جائزة تقديرية من البنك الدولي عن الخطوات المتسارعة التي اتخذتها في مجال الإصلاح الاقتصادي.

وفي عهد الملك الراحل، صنفت المملكة ضمن قائمة أفضل 10 دول أجرت إصلاحات اقتصادية انعكست بصورة إيجابية على تصنيفها في تقرير أداء الأعمال الذي يصدره البنك الدولي.

وحصلت المملكة على لقب أفضل بيئة استثمارية في العالم العربي والشرق الأوسط باحتلالها المركز 23 دوليا من أصل 178 دولة.

مبادرة الملك عبد الله للسلام

ينسب للملك الراحل الفضل في علاقات السعودية الجيدة مع الدول العربية والأجنبية، حتى من قبل تربعه على العرش، ما أهله لإطلاق مبادرة للسلام في الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

والهدف من مبادرة الملك عبد الله إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل. وقد تم الإعلان عن مبادرة السلام العربية في القمة العربية في بيروت سنة 2002 ونالت تأييدا عربيا ودوليا.

وبوفاة الملك عبد الله، تتزايد المخاوف بشأن الوضع في السعودية خاصة أن المملكة تعتبر من أهم منتجي النفط في العالم ومن شأن أي مشاكل في الخلافة ونقل السلطة أن تؤثر على سوق النفط العالمي وعلى المنطقة نظرا للدور الذي تضطلع به الرياض.

وخلال الفترة الماضية، حاول الملك الراحل وضع ترتيبات لنقل سلس للسلطة حيث عين شقيقه الأمير سلمان وليا للعهد، بعد وفاة كل من الأمير سلطان ونايف اللذين شغلا المنصب قبله. وعين أصغر إخوته الأمير مقرن وليا لولي العهد وذلك في آذار/مارس 2014.

السعودية وحلفاءها مثل مصر والأردن قلقون من استغلال إيران والجماعات الإسلامية حرب غزة للتحريض على انتفاضات تشبه الربيع العربي.
السعودية وحلفاءها مثل مصر والأردن قلقون من استغلال إيران والجماعات الإسلامية حرب غزة للتحريض على انتفاضات تشبه الربيع العربي.

ذكرت وكالة "بلومبرغ" أن السعودية تكثف من حملة اعتقالات مواطنين بسبب مشاركتهم مشاعر معادية لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بالحرب الإسرائيلية في غزة، في الوقت الذي تبدي المملكة استعدادها للموافقة على العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل إذا التزمت بإقامة دولة فلسطينية.

من زيارة بايدن إلى المملكة العربية السعودية
أميركا والسعودية وإسرائيل.. الاتفاق "الذي سيغير المنطقة" يصطدم بعقبة نتانياهو
قالت وكالة "بلومبرغ" إن الاتفاق الدفاعي الأميركي السعودي الهادف لدفع الرياض للتطبيع مع إسرائيل يصطدم بعقبات كبيرة، أبرزها تتمثل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرافض كليا لحل الدولتين وإنهاء حرب غزة.

وأوضحت الوكالة أن موجة الاعتقالات الأخيرة مدفوعة بمخاوف أمنية لدى السعودية من أن الحرب بين إسرائيل وحماس، وكذلك الهجمات التي يشنها وكلاء إيرانيون آخرون، ستقود الشرق الأوسط إلى حرب شاملة، وفقًا لدبلوماسيين مقيمين في الرياض وجماعات حقوق الإنسان.

ونقلت الوكالة عن بعض الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، قولهم إن السعودية وحلفاءها الإقليميين مثل مصر والأردن يشعرون بالقلق والخوف من أن تستغل إيران والجماعات الإسلامية الحرب على غزة للتحريض على موجة من الانتفاضات تشبه ما حدث في الربيع العربي.

والاعتقالات السعودية الأخيرة شملت مسؤولاً تنفيذياً في شركة تشارك في خطة التحول الاقتصادي لرؤية المملكة 2030، وهي حجر الزاوية في أجندة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حسبما ذكرت "بلومبرغ" نقلاً عن مصادر مطلعة على الأمر لم تسمها. وأضافوا أن المحتجز عبر عن آرائه بشأن الصراع في غزة الذي اعتبرته السلطات مثيرا للجدل.

وقالت المصادر للوكالة إنه تم أيضًا اعتقال شخصية إعلامية قالت إنه لا ينبغي مسامحة إسرائيل أبدًا، وكذلك شخص يدعو إلى مقاطعة مطاعم الوجبات السريعة الأميركية في المملكة.

وقال مصدر مقرب من الحكومة السعودية لـ"بلومبرغ" إن هذه الاعتقالات تأتي في إطار ما وصفه بـ"بالمستوى العالي من اليقظة" بعد 7 أكتوبر ورغبة السلطات في ردع الناس عن الإدلاء بتصريحات عبر الإنترنت حول الحرب التي قد تؤثر على الأمن القومي.

ووفقا للوكالة، لا توجد أرقام دقيقة عن عدد الأشخاص الذين اعتقلتهم السعودية منذ 7 أكتوبر.

وتشير الاعتقالات السعودية بسبب منشورات متعلقة بغزة إلى أن نظام الأمير محمد بن سلمان سيتخذ موقفاً متشدداً ضد المواطنين الذين لا يلتزمون بالخط عندما يتعلق الأمر بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو موضوع كانت المملكة تعمل عليه مع الولايات المتحدة قبل أحداث 7 أكتوبر، حسب بلومبرغ.

ولم تستجب وزارة الداخلية السعودية وهيئة حقوق الإنسان التابعة للحكومة لطلبات "بلومبرغ" للتعليق.

وفي تقرير آخر لوكالة "بلومبرغ"، ذكرت أن الولايات المتحدة والسعودية اقتربتا من التوصل لاتفاق "تاريخي" من شأنه أن يوفر للمملكة ضمانات أمنية ويحدد مسارا محتملا لعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وفقا لما نقلت عن مصادر مطلعة.

المباحثات بشأن الاتفاق السعودي الأميركي الإسرائيلي تأثرت باندلاع الحرب في غزة
بلومبرغ تكشف ما ستحصل عليه السعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل
تقترب الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية من التوصل لاتفاق "تاريخي" من شأنه أن يوفر للمملكة ضمانات أمنية ويحدد مسارا محتملا لعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وفقا لما نقلت وكالة بلومبرغ عن أشخاص مطلعين على الموضوع.

وقالت الوكالة إن الاتفاق يواجه الكثير من العقبات، لكنه سيكون بمثابة نسخة جديدة من إطار العمل الذي تم إلغاؤه نتيجة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.

وأكدت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها، أن المفاوضات تسارعت في الأسابيع الأخيرة، حيث يشعر العديد من المسؤولين بالتفاؤل بأن واشنطن والرياض قد تتوصلان إلى اتفاق في غضون أسابيع.

"ومن المحتمل أن تعيد مثل هذه الصفقة تشكيل الشرق الأوسط، فإلى جانب تعزيز أمن إسرائيل والسعودية، فإن من شأنها أيضا أن تعزز موقف الولايات المتحدة في المنطقة على حساب إيران وحتى الصين"، بحسب الوكالة.

وتابعت أن الاتفاقية ستحتاج لموافقة الكونغرس لأنها قد تمنح السعودية إمكانية الوصول إلى الأسلحة الأميركية المتقدمة التي كانت محظورة في السابق. 

وتتضمن الاتفاقية كذلك موافقة السعودية على الحد من استخدام التكنولوجيا الصينية في الشبكات الحساسة في البلاد مقابل الحصول على استثمارات أميركية كبيرة والمساعدة في بناء برنامج نووي مدني.

وتشير الوكالة إلى أنه بمجرد أن تتوصل واشنطن والرياض إلى الاتفاق المرتقب فإنهما ستقدمان خياران لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو: إما الانضمام إلى الصفقة، الأمر الذي يستلزم إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع السعودية والمزيد من الاستثمار والتكامل الإقليمي، أو المضي قدما من دونه.

وتابعت الوكالة أن الشرط الأساسي الذي سيوضع أمام نتانياهو يتعلق بضرورة إنهاء الحرب في غزة والموافقة على مسار لإقامة الدولة الفلسطينية.