بعوضة ماليزية لمكافحة حمى الضنك

الأمطار والتجمعات المائية وسط الأحياء السكنية من أهم الاسباب المؤدية لانتشار البعوض المسبب لحمى الضنك
التجمعات المائية وسط الأحياء السكنية تؤدي لانتشار البعوض المسبب لحمى الضنك
محمود العدم-كوالالمبور
تعتزم السلطات الصحية الماليزية إطلاق الآلاف من ذكور بعوض "إيديس" المعدل وراثيا في أجوائها لتتزاوج مع الإناث الطبيعية, في إطار الجهود المبذولة لمكافحة حمى الضنك.
وبحسب العلماء فإنه من المتوقع أن ينتج عن عمليات التكاثر هذه يرقات ضعيفة غير قادرة على الحياة, مما يؤدي على المدى القصير إلى تخفيض أعداد البعوض المسبب للحمى القاتلة إلى حد كبير.
 
ولإنتاج هذا النوع من الذكور المعدلة فقد تم تعديل جينات النوع المسبب للمرض المعروف ببعوض "إيديس" من قبل فريق طبي ماليزي تابع لمعهد الأبحاث الطبية الماليزية بالتعاون مع إحدى الشركات الإنجليزية.
 
وستكون الذكور المعدلة وراثيا قادرة على تلقيح الإناث الموجودة في الطبيعة, حيث تنتج عن عملية التقليح إنزيمات معينة تتراكم في اليرقات وتتسبب في موتها في حال تعرضها لعقار "التتراسايكلين" الذي يتسبب في إيقاف دورة حياة الإنزيم داخل أجساد اليرقات.
 
الأولى آسيويا

"
تعتبر تجربة إطلاق الذكور المعدلة وراثيا الأولى من نوعها آسيويا والثانية عالميا بعد تلك التي تمت على مستوى أقل في العام 2009 في جزر كايمان المستعمرة البريطانية الواقعة غرب البحر الكاريبي

"

وتعتبر هذه التجربة الأولى من نوعها آسيويا والثانية عالميا بعد تلك التي تمت على مستوى أقل في العام 2009 في جزر كايمان المستعمرة البريطانية الواقعة غرب البحر الكاريبي.

 
وأكد قسم مكافحة حمى الضنك في وزارة الصحة الماليزية في اتصال مع الجزيرة نت متابعة الخطوات لتنفيذ هذا البرنامج, غير أنه لم يعط معلومات تفصيلية عن الوقت المحدد للبدء في إطلاق الذكور المعدلة.
 
واكتفى المسؤولون في القسم بالقول إنه سيتم إطلاق الدفعة الأولى في حال إقرار البرنامج نهائيا في ولايتي بهانج وملقا في مناطق خالية من التجمعات السكانية.
 
وأيدت عدد من الهيئات البيئية والصحية مخاوفها من هذا البرنامج, معتبرة أن نتائجه غير مضمونة في الوقت الذي لا تتوفر فيه معلومات كافية لدى العلماء عن الذكور المعدلة وراثيا, كما أن التجارب المخبرية أكدت إفلات نسبة من اليرقات وقدرتها على مقاومة العقار المميت.

تحذيرات

وقال مدير جمعية المستهلكين لحماية البيئة والصحة العامة محمد إدريس في تصريحات صحفية إن نتائج البرنامج غير مضمونة, كما أن هناك طرقا أكثر أمنا وفعالية وأقل تكلفة وتأثيرا على البيئة يمكن استخدامها في مكافحة هذا المرض, محذرا في ذات الوقت من "نتائج وخيمة" للبرنامج.
 
كما حذر رئيس مركز البيئة والتنمية غير الحكومي جورمنت سينغ من أنه بمجرد إطلاق الذكورالمعدلة في الأجواء فإنه من غير الممكن السيطرة عليها, ومن الممكن أن تتسبب في مشاكل أكثر من تلك التي تساهم في حلها.
 
تطمينات

"
بلغت وفيات حمى الضنك في ماليزيا نحو 125 حالة منذ يناير/كانون الثاني من العام الجاري, كما تم تسجيل نحو خمسين ألف حالة إصابة جديدة بالحمى في شتى الولايات الماليزية

"

أما وزير الصحة ليو تيونغ لاي فأكد وجود تدابير صارمة للحيلولة دون وقوع آثار سلبية على البيئة وصحة المواطنين جراء إطلاق البرنامج, موضحا أن النتائج الأولية للمشروع أثبتت نجاحة بشكل غير مسبوق.

 
وقال في تصريحات صحفية "كل الأمور تسير على ما يرام, والآن على وزارة الموارد الطبيعية والبيئية أن تحيل البرنامج على الحكومة للحصول على إذنها النهائي".
 
وكانت احتجاجات شعبية ونيابية سابقة قد حالت دون تنفيذ تجربة أولية على المشروع في جزيرة بولاو كيتام مقابل "بورت كلانج" قرب العاصمة في العام الماضي.
 
ورفض المحتجون في رسائل إلى وزارة الصحة أن تكون جزيرتهم حقلا لتجارب من هذا النوع, "ما قد يكون له تأثيرات سلبية على بيئتهم وحياة أطفالهم".
 
وكشفت روسنة عبد الرشيد شرلين نائبة وزير الصحة الماليزي أن وفيات حمى الضنك في ماليزيا بلغت نحو 125 حالة منذ يناير/كانون الثاني من العام الجاري, كما تم تسجيل نحو خمسين ألف حالة إصابة جديدة بالحمى في شتى الولايات الماليزية.
 
ويقدر عدد المناطق الموبوءة بالمرض بنحو 44 منطقة، منها أربعون منطقة في ولاية سيلانغورالمتاخمة للعاصمة كولالمبور وثلاث مناطق بالعاصمة, ومنطقة ساخنة واحدة في ولاية ترنغانو إضافة إلى عدد من الإصابات في باقي الولايات.
المصدر : الجزيرة