لحماية جنودها من البعوض.. أميركا تهندس جلودهم وراثيا

Said سعيد - يهدف المشروع لحماية الجنود من الأمراض الخطيرة التي ينقلها البعوض - بيكساباي - مشروع لهندسة ميكروبيوم الجنود وراثيا لحمايتهم من البعوض
يهدف المشروع لحماية الجنود من الأمراض الخطيرة التي ينقلها البعوض (بكسابي)

طارق قابيل

أطلقت وزارة الدفاع الأميركية مشروعا جديدا لتوفير حماية طويلة الأجل من الأمراض التي ينقلها البعوض عن طريق الهندسة الوراثية للبكتيريا التي تعيش على سطح الجلد البشري.

الهدف من هذا المشروع الجديد هو تحصين الجنود الأميركيين، وتوفير وسائل دفاع دائمة آمنة لهم ضد مجموعة واسعة من الأمراض الخطيرة التي ينقلها البعوض مثل الملاريا وحمى الضنك والشيكونغونيا (مرض فيروسي منقول بالبعوض) التي يمكن أن تدمر اللياقة القتالية للجنود الأميركيين.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أطلقت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة "داربا"، مبادرة أطلق عليها اسم "ريفيكتور" (إعادة الناقل)، وهي مبادرة مدتها أربع سنوات هدفها إنشاء علاجات يجري إيصالها بسهولة، مثل الحلول الموضعية التي تربك البعوض أو تتصدى له في غضون ساعات وتبقيه بعيدا لمدة أسبوعين على الأقل.

داربا
تتبع "داربا" وزارة الدفاع الأميركية، وقد تأسست قبل أكثر من 52 عاما لقيادة البحث والتطوير العسكري، إلا أنها كانت القوة الخلاقة وراء العديد من الابتكارات الثورية التي غيرت العالم للأبد، مثل الإنترنت ونظام تحديد المواقع (جي بي أس)، والأنظمة ذات الواجهات الرسومية.

و"داربا" هي المسؤولة عن تطوير تقنيات جديدة للاستخدام العسكري، والممول الرئيس للعديد من الأبحاث العلمية الغريبة، وفي أبريل/نيسان 2014، أنشأت داربا مكتب التكنولوجيا البيولوجية (بي تي أو) في مهمة تستهدف "تسخير قوة الأنظمة البيولوجية" للمساعدة في تصميم التكنولوجيا الدفاعية.

ويمول المكتب العديد من البحوث في بعض المجالات مثل تحسين الذاكرة، والتعايش بين الإنسان والآلة، وكيفية تسريع اكتشاف الأمراض والاستجابة لها.

ويهدف أحد المشاريع، وهو مصانع الأحياء، إلى تطوير ميكروبات قابلة للبرمجة مثل البكتيريا والخميرة لإنتاج المركبات اللازمة لتطوير الأدوية، والذي خطا خطوة كبيرة للأمام منذ أيام بعد إعادة ترميز الجينوم الكامل للبكتيريا الإشريكية القولونية.

بعض الأمراض التي ينقلها البعوض يمكن أن تدمر اللياقة القتالية للجنود الأميركيين (غيتي)
بعض الأمراض التي ينقلها البعوض يمكن أن تدمر اللياقة القتالية للجنود الأميركيين (غيتي)

ريفيكتور
الميكروبيوم هو مجموع الميكروبات المتعايشة مع الإنسان وتعيش على جسمه أو في داخل أمعائه.

ويوضح كريس سوند مدير برنامج "ريفيكتور" "ينجذب البعوض إلى منتجات الأيض الميكروبي للبشر"، حيث يستطيع البعوض العثور على الوجبة التالية عن طريق استنشاق بعض المواد الكيميائية التي يطلقها شخص ما. وتستهلك البكتيريا التي تعيش على بشرة الإنسان موادها الأيضية (مستقلباتها) وتحولها إلى مواد كيميائية يمكن أن تجعل رائحة الشخص أكثر جاذبية للبعوض، اعتمادا على السلالات البكتيرية الموجودة.

لذا تطلب داربا من الفرق التي تقدم مقترحات بحثية لمشروع "ريفيكتور" تحديد الخصائص الجزيئية والميكروبية المحددة التي تميز مستويات جذب البعوض، ونمذجة تلك الشبكات الجزيئية، وتحديد نقاط التأثير للحد من هذه الجاذبية، وتصميم إستراتيجيات وطرق لتغيير الميكروبيوم للحد من جذب البعوض وتغذيته.

كما يتعين على المشاركين في برنامج "ريفيكتور" أن يظهروا علاجا آمنا ودقيقا يوفر انخفاضا يبلغ 100 ضعف في تغذية البعوض خلال السنوات الأربع من عمر المشروع. ومن المقرر تقديم مقترحات بحثية كاملة ردا على إعلان داربا بحلول 11 يوليو/تموز القادم.

آمنة للاستخدام البشري
بالإضافة إلى فك تشفير التفاعلات المعقدة بين الميكروبات وعلم وظائف الأعضاء البشرية، سيتعين على المشاركين في البرنامج أن يأخذوا في الاعتبار عامل التباين بين الميكروبيومات الفردية. وتشمل المتطلبات الأخرى وضع خطة لاختبار التدخلات بأمان في البشر وإستراتيجية لنشرها على الأفراد العسكريين.

من أجل عدم تحيز المقترحات البحثية المقدمة لمشروع "ريفيكتور"، يقول سوند إن المبادرة ليس لها ميزانية محددة. ويلاحظ أن الهدف من ذلك هو إنشاء علاجات جاهزة للتجارب الإكلينيكية البشرية، ووضعها بسلاسة في قبضة وزارة الدفاع للبدء في حماية الجنود الموجودين في الخدمة.

ويضيف سوند "ستعمل داربا مع المنظمين من إدارة الغذاء والدواء ووكالة حماية البيئة ووزارة الزراعة "في وقت مبكر" لتوفير التوجيه بشأن وجهات النظر التنظيمية قبل بدء البحث". وستضمن الوكالة أيضا أن تكون التدخلات المصممة آمنة للاستخدام البشري والبيئة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية