No Script

خبراء أكدوا أنها لم تستغلّ مميزاتها الطبيعية ولم تنشّط خريطتها السياحية

الكويت وجهة «السياحة الشمسية»... ممكن ولكن!

تصغير
تكبير

 نبيلة العنجري:


- المعالجة الحقيقية لقطاع السياحة تكمن بالإيمان بأن الترفيه لم يعد من الكماليات

- غياب الرؤية وعدم وجود كيان مؤسسي متكامل للارتقاء بالقطاع حالا دون نموه

- التحديات الاقتصادية الأخيرة تفرض علينا رؤى وأفكاراً جديدة لتنويع مصادر الدخل

 كمال كبشة:


- لتستغل الكويت بحث الشعوب الأوروبية عن السياحة الشمسية في أول 3 أشهر من السنة

- لدينا العديد من الأماكن السياحية الجذابة لكن حتى الآن لم تنشط الخريطة السياحية للدولة

- يمكن تنشيط السياحة التسويقية بوجود مجمعات كثيرة ليس لها مثيل في العالم

ما الذي ينقص الكويت من مقومات ومميزات وموارد، عن جيرانها من دول الخليج العربي التي اشتهرت بازدهار قطاعاتها السياحية، حتى لا تكون في طليعتهم أو منافسة لهم على الأقل؟
لن نبتعد بطرح الأمثلة كثيرا، ولن ننظر إلى تجارب دول آسيا وأوروبا التي لا تعرف النفط وعوائده التي تتمتع بها الكويت، حيث جعلت من القطاع السياحي لديها مصدر دخل رئيسي للبلاد، بل سننظر إلى قطر والإمارات والبحرين، التي تشتهر بعوامل المناخ القاسي وانعدام المناظر الطبيعية تماما كالكويت، ولكنها نجحت في صناعتها السياحية وحولتها إلى عامل جذب عالمي ومصدر دخل رئيسي، يرتكز عليه القطاع الاقتصادي بقوة، ويمكن القول إن القطاعات السياحية فيها أصبحت منافسا رئيسيا للقطاع النفطي تقريبا.
الكويت، في حقيقة الأمر، تعاني انعدام الهوية السياحية، وإذا وجدت فهي مفككة وضعيفة، في ظل عدم وجود جهة حكومية مستقلة لتنهض بها وتسوق لها. وفي ظل بحث الشباب عن فرص عمل، وتراجع أسعار النفط، بات لزاما على الدولة إيقاظ القطاع السياحي من سباته العميق، واستغلال كل ما تتمتع به من قوة اقتصادية، وبنى تحتية حديثة، وجزر تعتبر كنزا مدفونا، ومميزات الطقس التي تجعلها وجهة للسياحة الشمسية، ونقصد بذلك الشعوب الأوروبية التي تبحث عن الشمس في أول ثلاثة أشهر من كل سنة، على حد وصف أحد المهتمين، بالإضافة لتسهيل اجراءات الدخول والإقامة بالفنادق، والتي تعتبر عامل الجذب الأول للعائلات القادمة من دول أخرى.


الكلام السابق ليس طرحا حديثا، ولكنه بتلك الأهمية التي تجعله حاضرا دائما ومشارا إليه بالبنان، فالقطاع لم يتقدم قيد أنملة، ومازال عديم الحس، وهذا ما يدفعنا للتوقف والحديث عنه مرارا وتكرارا. وعليه استطلعت «الراي» آراء المختصين وكان أولهم الخبير السياحي مدير عام سفريات مساعد الصالح كمال كبشة الذي أكد أنه «حسب تقرير المنظمة الدولية للطيران، فإن الوجه العام للسياحة في العالم بأكمله بارتفاع، حيث قفز عدد المسافرين في العالم إلى مليار سائح، وهذا يعود للتطورات الحاصلة في المطارات، خاصة في الدول العربية، مثل مطار أبوظبي الدولي ومطار قطر، ما يؤدي إلى سهولة السفر والتنقل بوسائل آمنة وحديثة ومتطورة». وأضاف كبشة أن «مطار الكويت الذي ما زال قيد الإنشاء وسيفتتح بعد 3 سنوات، سيدفع لتطوير السياحة من وإلى الكويت، فالكويت من الدول المصدرة للسائحين، ونجد اهتمام الدول السياحية بالسائح الكويتي على وجه التحديد كبيرا جدا نظرا لقوته الشرائية التي تختلف عن السائح الأوروبي»، مؤكدا أن «الكويت تحوي العديد من الأماكن السياحية الجذابة إلا أنه إلى الآن لم يتم تنشيط الخريطة السياحية لدولة الكويت، وهذا ما دفعنا للمطالبة بهيئة عليا مختصة بالسياحة».
وشدد كبشة على أن «خطة 2030 التنموية تقتضي أن تكون الكويت دولة سياحية، وهذا ما يستدعي وجود وزارة أو هيئة عليا خاصة بالسياحة، بل وهذا ما يساعد على تعدد مصادر الدخل، وذلك لأن السياحة مصدر مهم من مصادر الدخل القومي على مستوى العالم، وعليه يجب الاهتمام بالقطاع السياحي من حيث عدد الموظفين، وتنمية الجزر وتدعيمها بوسائل مواصلات وفنادق ومنتجعات راقية».
ولفت إلى أن «العديد من سكان دول العالم يبحثون أخيراً عن السياحة الشمسية، وهي سياحة جديدة وصاعدة وواعدة بالنسبة لكل العالم، وإذا تم استغلال هذه النقطة في الكويت ستكون نقطة انطلاق قوية جدا، وهذا ما يبحث عنه سكان الدول الأوروبية خاصة في أول 3 أشهر من السنة». وأضاف «لدينا في الكويت أيضا السياحة التسويقية، فلدينا مجمعات مثل الأفنيوز ومجمعات كثيرة ليس لها مثيل في العالم، ويجب العمل على تسويق هذا النوع من السياحة»، مؤكدا أن «من عوامل جذب السياح، توحيد فيزا لدول الخليج، سرعة الانتهاء من المطار، شبكة الطرق، الاهتمام بالفنادق وتنوعها، ناهيك عن أن أسعار الفنادق في الكويت مقارنة مع العالم بأكمله مبالغ فيها».
وأكد أن «المستثمر الكويتي يجب أن يتوجه للاستثمار في بلده، فالمشاريع التي يملكها الكويتيون خارج الكويت كبيرة جدا، لماذا لا تكون هنا على أرض الكويت»، لافتا إلى أن «على الدولة أن تكون صاحبة الخطة وعلى رجال الأعمال الاستثمار».
من جهتها رأت وكيل وزارة الإعلام المساعد السابق لشؤون السياحة، ومديرعام شركة «ليدرزجروب» للاستشارات والتطوير نبيلة العنجري أن «غياب الرؤية الواضحة للارتقاء بهذا القطاع حال دون تحركه أو نموه، وفي ظل عدم وجود كيان مؤسسي متكامل، يقوم بوضع الرؤى والتنسيق بين القطاعات المعنية، والدفع نحو الإسراع في تنفيذ المشاريع التنموية ذات الصلة بالسياحة، نجد حائلا دون الوصول إلى الأهداف المرجوة».
وشددت العنجري على أن «التحديات الاقتصادية في السنوات الأخيرة تفرض علينا الانطلاق برؤى جديدة وأفكار إيجابية لزيادة وتنويع مصادر الدخل القومي والاستفادة من المقومات المادية والبشرية للدولة، وفق خطط استراتيجية مدروسة، لا سيما بعد المخاطر الكبيرة التي هددت الاقتصاد بسبب انخفاض أسعار النفط» مؤكدة أن «قطاع السياحة يمكنه أن يلعب دوراً رئيسياً في تنويع مصادر الدخل القومي، وتوفير فرص العمل».
ورأت أن «اعتماد الكويت على النفط يشكل نقطة ضعف لاقتصادها، وأصبح لزاماً على الحكومة البحث عن مصادر أخرى للدخل، حيث تعتبر السياحة الأولى بالاهتمام كأحد روافد الدخل القومي خلال المرحلة المقبلة، خصوصا وأن دولاً عدة عانت من أخطار اقتصادية ودعمتها السياحة، وجعلتها اليوم في مصاف الدول الاقتصادية».
وبينت العنجري أن المعالجة الجادة والحقيقية لهذا القطاع تكمن بالإيمان بأن الترفيه والتسلية للعائلات والشباب والأطفال لم يعد من الكماليات، وأردفت «توفير مشاريع سياحية وترفيهية للعائلات وأطفالهم يعد الركيزة الأسياسية للاستقرار الاجتماعي والنفسي، بل ويعد هذا الأمر من الخدمات العامة الواجب على الدولة الاهتمام بها كباقي الخدمات الأساسية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي