1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

طول عنقه 15 مترًا.. ماذا نعرف عن ديناصور "مامنشيسوروس"؟

٢٠ مارس ٢٠٢٣

كشف فحص بالأشعة السينية لفقرة عنقية من حفرية ديناصور عاشب من نوع مامنشيسوروس بأن الحيوان المنقرض تمتع بما يمكن أن يكون أطول رقبة على مر التاريخ، كما كان شديد الضخامة بوزن يصل إلى 70 طناً.

https://p.dw.com/p/4Ovmx
Dinosaurier mit längstem Hals | Mamenchisaurus sinocanadorum
صورة من: Julia D Oliveira/Natural History Museum/PA/dpa/picture alliance

كشف تحليل جديد لعظام من عنق أحد حفريات الديناصورات وجمجمته أن الحيوان الهائل والمعروف باسم مامنشيسوروس Mamenchisaurus sinocanadorum، كان له رقبة يبلغ طولها 15 متراً، ليصبح بذلك صاحب أطول رقبة لحيوان عرفها التاريخ.

تم انتشال البقايا المتحجرة للمخلوق المنقرض - الذي جاب شرق آسيا منذ نحو 160 مليون عام - قبل أكثر من 30 عاماً، حيث وُجدت بقايا عظامه داخل صخور يرجع عمرها إلى 162 مليون عام في شمال غرب الصين، ولكن تمت إعادة تقييم طول عنق الحيوان بالكامل مؤخرًا من قبل العلماء، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.

تم نشر التفاصيل في مجلة Journal of Systematic Palaeontology.

كان ديناصور مامنشيسوروس واحدًا من الديناصورات الضخمة العاشبة التي نمت حتى وصل طولها إلى 50 مترًا من أنفها إلى ذيلها وبلغ وزنها أكثر من 70 طناً، كما تمتعت بذيل رفيع استخدمته كسوط للدفاع عن نفسها وضرب الحيوانات التي كانت تحاول الاعتداء عليها، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.

 وعلى الرغم من وجود حفنة قليلة فقط من العظام المتبقية من الديناصور الهائل، تمكن الباحثون من تقدير طول رقبته من خلال مقارنة البقايا بالحفريات الكاملة التي تنتمي إلى ديناصورات قريبة الصلة.

مجسم بالحجم الطبيعي لديناصور مامنشيسوروس
كان ديناصور مامنشيسوروس واحدًا من الديناصورات الضخمة العاشبة التي نمت حتى وصل طولها إلى 50 مترًا من أنفها إلى ذيلهاصورة من: Soeren Stache/dpa/picture alliance

وفي تصريحات صحفية قال أندرو مور، عالم الحفريات في جامعة ستوني بروك في نيويورك: "قد يكون Mamenchisaurus sinocanadorum أطول أنواع الديناصورات ذات العنق الطويل التي تم اكتشافها حتى الآن، ولكن الاحتمالات تشير إلى وجود صربوديات (الديناصورات العاشبة شديدة الضخامة) أكبر وأطول مما كنا نعتقد وكانت تتجول فيما يعرف الآن بالصين في أواخر العصر الجوراسي".

ويقول علماء الحفريات إن الرقبة الطويلة كانت إحدى سمات الجسم الأساسية التي سمحت للصربوديات بالوصول إلى مثل هذه الأحجام الهائلة، وقد سمحت للحيوانات بالرعي في مساحات شاسعة من الغطاء النباتي حتى أثناء وقوفها في مكان واحد، مما يعني أنها كانت تستهلك أطنانًا من الطعام دون إنفاق الكثير من الطاقة في التنقل بين أماكن توافر الغذاء النباتي.

ويرجح العلماء أن يكون وجود رقبة طويلة قد ساعد الحيوانات أيضًا في الحفاظ على برودة حرارة أجسامها من خلال زيادة مساحة سطح الجلد المعرض للهواء.

ويقول العلماء إن أسلوب حياة الصربوديات كان ناجحًا بشكل مثير للإعجاب، حيث تطور هذا الأسلوب مبكرًا في تاريخ الديناصورات واستمر حتى الأيام الأخيرة من حياتها قبل حدث الانقراض الجماعي الناجم عن اصطدام كويكب بالأرض قبل 66 مليون عام، فيما كانت الديناصورات الوحيدة التي نجت هي أسلاف الطيور الحديثة.

حفرية لديناصور عاشب من نوع Mamenchisaurus
أظهر مسح بالأشعة السينية أن الفقرات العنقية لهذه الديناصورات كانت خفيفة وجوفاء، وتشكل الفراغات ما بين ثلثي إلى ثلاثة أرباع حجمها.صورة من: Franck Robichon/dpa/picture alliance

لكن كيف طورت الصربوديات مثل هذه الأعناق الطويلة والأجسام الكبيرة دون أن تنهار تحت ثقلها؟ كان هذا أحد الأسئلة التي حيرت العلماء منذ اكتشاف أول حفريات لهذه الحيوانات العملاقة، لكن المسح بالأشعة السينية لأحفوريات  مامنشيسوروس  أظهر أن الفقرات العنقية كانت خفيفة وجوفاء، وتشكل الفراغات ما بين ثلثي إلى ثلاثة أرباع حجمها.

وتظهر ميزات هيكلية مماثلة في الطيور التي تتمتع بأوزان خفيفة ما يساعدها على الطيران. وفي الصربوديات، يرجح العلماء أن هذه الهياكل العظمية خفيفة الوزن كانت عرضة للكسر، لكن الحيوان المنقرض كان لديه فقرات ذات تركيب فريد للغاية تشكلت على صورة امتدادات عظمية طويلة مما أدى إلى تصلب الرقبة وتحسين ثباتها.

ويقول الدكتور مور: "واحدة من أكثر الحقائق الرائعة حول الصربوديات الهائلة هي كيف يمكن أن تكون عظامها خفيفة الوزن"، وتابع: "مثل أبناء عمومتها التي بقيت على قيد الحياة - وهي الطيور - فإن الصربوديات كانت لها رئة قادرة على غزو العظام واستبدال النخاع الثقيل والأنسجة العظمية بالمجال الجوي. كان من الممكن أن يكون مثل هذا الهيكل الخفيف الوزن حاسمًا في تفتيح الأعناق العملاقة لأكبر الصربوديات ".

عماد حسن