بحث عن أطفال الشوارع .. 3 أسباب لأخطر ظاهرة اجتماعية

بحث عن أطفال الشوارع

أطفال الشوارع هم الأطفال المشردين الموجودين في الشوارع دون مأوى ومأكل ومشرب ورعاية تعليمية وصحية، مما يجعل هذه الظاهرة خطيرة للغاية في نتائجها على هؤلاء الأطفال، وعلى المجتمع، في هذا المقال نتناول الظاهرة بالتفصيل وعن أسبابها الخطيرة الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من النتائج، وذلك في بحث عن أطفال الشوارع من خلال السطور القليلة القادمة.

اتفاقية الطفل والمحافظة على حقوق الأطفال حول العالم

العديد من الاتفاقيات الدولية التي قامت بتنظيمها البلدان المختلفة وذلك للحفاظ على الأطفال حول العالم، خاصة أطفال الشوارع والقضاء على هذه الظاهرة تحديداً، ومن اتفاقية الطفل التي وقعت عليها حوالي 193 دولة حول العالم، حيث نصت على التالي: لأغراض هذه الاتفاقيّة، يعني الطّفل كلّ إنسان لم يتجاوز الثّامنة عشرة، ما لم يبلُغ سنَّ الرُّشد قبل ذلك بموجب القانون المُنطبق عليه.

وحسب الاتفاقية أيضاً، نجد أن الأطفال تم تصنيفهم إلى عدة تصنيفات مهمة مثل الأفراد تحت سن الثامنة عشر وهو التصنيف العالمي لفئة الأطفال بشكل عام، وكذلك الأفراد الذين وصلوا إلى سن الرشد قبل أن يبلغوا سن الثامنة عشر، وذلك وفقاً لما تحدده كل بلد من قوانين خاصة بسن الرشد أو تصنيف فئة الأطفال عن البالغين.

انتشار ظاهرة أطفال الشوارع

قبل أن نتحدث عن أسباب هذه الظاهرة، فإن هذه الظاهرة منتشرة في جميع أنحاء العالم خاصة البلدان النامية والفقيرة، أو البلدان التي تعاني من نزاعات اجتماعية وأهلية وحروب واحتلال خارجي، أو تلك البلدان التي تعاني من مستوى معيشة متدني.

وقد قدرت الأمم المتحدة حوالي 150 مليون طفل يعانون من التشرد في الشوارع، بل يعانون من الطرق والوسائل المهينة التي تحط من كرامتهم بل تؤثر في العوامل المعيشية لهم، كما نجد لهم أشكال عديدة مثل الأطفال الذين يعملون في الأعمال الهامشية في الشوارع، أو الذي يتم استغلالهم في السرقة وارتكاب جرائم الشوارع اليومية من خطف الأشياء أو الاحتيال أو التسوّل.

وهناك التعريفات التي وضعتها الأمم المتحدة لتعريف أطفال الشوارع منه التعريف الرسمي وهي أن طفل الشوارع سواء الذكور أو الغناث، هم الذين يعيشون حياة مهينة في الشوارع والخرابات والأماكن المهجورة ويقومون بأعمال متدنية لا تناسب طبيعة الأطفال، وذلك بعيداً عن اهتمام ورعاية أولياء الأمور الراشدين.

كما أن هناك العديد من علماء الاجتماع وضعوا تعريفات شبيهة تبيّن أهمية مكافحة ظاهرة أطفال الشوارع، حيث تعرف ظاهرة أطفال الشوارع على أن هذه الفئة تقل أعمارها عن ثمانية عشر عاماً ويمارسون حياتهم الطبيعة (أو المفترض أن تكون طبيعة) في الشوارع بدلاً من البيوت، كما لا توجد علاقات سوية بينهم وبين الأسر، بل قد تكون منقطعة تماماً ولا توجد أسر لهؤلاء الأطفال المشردين في الشوارع، مما يزيد من خطورة هذه الظاهرة الاجتماع.

وهذا التعريف الأخير؛ يجرنا للحديث بالتأكيد عن النقطة الجوهرية في هذا البحث، وهي ما هي أسباب ظاهرة أطفال الشوارع؟

ما هي أسباب ظاهرة انتشار أطفال الشوارع؟

هناك العديد من الأسباب التي تعد أساسية في ظهور ظاهرة أطفال الشوارع، أو تعد رئيسية في تفسير انتشار هذه الظاهرة، فما هي يا ترى؟ هذا ما نتعرف عليه في تلك النقاط التالية:

أسباب عائلية لظاهرة أطفال الشوارع
الأسباب العائلية تنحصر في العديد من الظواهر الاجتماعية مثل تشتت الأطفال بين الأب والأم بعد الانفصال الأسري، وتفكك الاسرة بشكل عام يدفع الأطفال للشوارع والعيش فيها هرباً من الجحيم الأسري الذي يلاقونه بعد الانفصال وعدم تحمّل مسؤولية كل من الأب والأم عن التربية والرعاية.

كما يعتبر عمل الوالدين وانشغالهما عن التربية سبباً في هروب الأطفال للشوارع والوصول لنقطة الانحراف العام لهؤلاء الأطفال، كما تعتبر أشياء وعوامل اجتماعية مثل اليتم وفقدان أحد الوالدين، وكثرة النسل والعنف الأسري، كلها في المجمل من الأسباب والظواهر الاسرية السلبية التي تعاني منها العائلات والأسر في العديد من بلدان العالم.

أسباب اجتماعية
هناك العديد من الأسباب الاجتماعية التي تحدث وتؤدي لظاهرة أطفال الشوارع، ومن هذه الأسباب:

الظروف الاقتصادية الصعبة والتي لا تستطيع الأسر توفير حاجات لأبنائها الأساسية من مأكل ومشرب ومكان إقامة وتوفير حاجيات أساسية من الإقامة والعلاج وشتى صنوف الرعاية.

كما أن سوء الرعاية التعليمية والصحية قد يؤدي لسوء البيئة المحيطة مما يعني ببساطة الإهمال الجسيم لهؤلاء الأطفال وهو ما يدفعهم للشارع والبعد عن الحياة الطبيعية السوية في المنزل.

وأكدت الأبحاث أن من ضمن الأسباب الاجتماعية في العديد من بلدان العالم ما يعرف بالتسرب المدرسي، حيث تعتبر الأساليب التعليمية والمدرسية الصارمة سبباً من أسباب التسرب التعليمي، وهو ما يجعل الأطفال يهربون من المدرسة و ينخرطون في العديد من الأنشطة غير المناسبة لهم، وهو ما يدفعهم للشوارع.

أسباب تتعلق بالأطفال
هناك بعض الأطفال مؤهلين لهذه الظاهرة للأسف الشديد، فقد يعاني الأطفال من طباع سيئة تدفعهم لظاهرة أطفال الشوارع، ومن هذه الأسباب مثلاً، وجود بعض الأطفال يشعرون بعدم الاهتمام العاطفي، مما يجعلهم يلجأون للشارع لتلبية حاجاتهم المختلفة.

كما يميل هؤلاء الأطفال في أغلب الأحيان للحرية بعيداً عن المسؤوليات الأسرية والهرب من الأجواء السيئة التي تحدث في الأسرة، كما يعتبر حب التملك من أهم الأمور التي تحدث لهؤلاء الأطفال، حيث يشعرون بحب التملك والاستقلالية مما يزيد من رغبتهم للاعتماد على أنفسهم بعيداً عن سلطة الأبوين.

نتائج مشكلة أطفال الشوارع

النقطة الأخيرة في هذا البحث، هي ما يعرف بآثار ونتائج ظاهرة أطفال الشوارع، والتي تحدث في جميع البلدان التي تعاني من هذه الظاهرة، ومن هذه النتائج على سبيل المثال:

  • مشكلة اجتماعية: ينتج عن هذه المشكلة انتشار الجهل وزيادة عدد الأميين وأعداد العاطلين عن العمل بين فئة العاملين بسبب زيادة نسبة أطفال الشوارع.
  • انتشار الجريمة: بسبب انتشار ظاهرة أطفال الشوارع، يؤدي ذلك لزيادة المشكلات الأمنية والجرائم المختلفة مثل زيادة تعاطي المخدرات والاستغلال الجنسي والسرقة والاغتصاب والعمل في الأعمال غير القانونية مثل تجارة المخدرات والسلاح والدعارة، مما يزيد المشكلات الأمنية في هذا البلد.
  • مشكلات نفسية: تزيد من المشكلات النفسية للأطفال مثل أعراض الاكتئاب والانحراف السلوكي والنفسي والأزمات النفسية المختلفة بسبب ما يعاني من الأطفال خلال هذه الظاهرة.

أطفال الشوارع من الظواهر الخطيرة التي يجب حلها من جميع البلدان التي تعاني منها، ليس فقط المنظمات الدولية التي تعتمد على عقد الاتفاقيات بل دور البلدان والقوانين والمجتمع المدني الذي يقوم على حل هذه المشكلة من جميع جوانبها، شاركنا الرأي هل تعاني بلدك من هذه الظاهرة؟

بواسطة: Asmaa Majeed

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *