- أفلاطون
- الميلاد والحياة الأولى التي لا نعرف عنها الكثير
- التعليم كان مشكّلاً لوعي الفيلسوف أفلاطون
- أفلاطون.. دفاع عن سقراط الفيلسوف تحول إلى شغف وولع به
- الفن في فلسفة أفلاطون
- أكاديمية أفلاطون العظمى
- مدرسة أفلاطون ليست علمية فقط .. بل سياسية ايضاً
- محنة أفلاطون
- أفلاطون ونظرته المادية للجنس
- وفاة أفلاطون
أفلاطون
أفلاطون كان من أعظم فلاسفة العصر القديم قاطبة، فلو كنت درست سيرة أفلاطون وبعض نبذات من أعماله في دراستك فهذا بلا شك نذر يسير من حياة هذا الرجل الذي يعد من أعظم فلاسفة العالم، بل إن كتابته كانت الأساس هي وغيرها لتكوين علم الفلسفة والمنطق وغيرها من العلوم التي تهتم بالمجتمعات، فمن هو أفلاطون وبدايته وإنجازاته العظيمة، وما هي الظروف التي كانت الحضارة اليونانية فيها عندما تشكّل وعي الرجل، كل هذا وأكثر تجده في رحلتنا مع الفيلسوف أفلاطون من خلال 9 محطات رئيسية في حياته.
الميلاد والحياة الأولى التي لا نعرف عنها الكثير
كغيره من الفلاسفة والكتّاب القدامى لا نعرف بالتحديد أين بالتحديد ولد و متى، لكن من حسن الحظ أن كتابات المؤرخين المعاصرين لهذا العصر أو قريبين منهم تقاربت أقوالهم حول ميلاد وحياة أفلاطون الأولى، فقد ولد ما بين عامي 424 و423 قبل الميلاد، ونشأ في حياة أرستقراطية غنية حيث كانت والدته قريبة للسياسي الأثيني الشهير سولون، وبذلك فإن أفلاطون ينتمي للطبقة العليا التي تحكمت في السياسة الأثينية.
التعليم كان مشكّلاً لوعي الفيلسوف أفلاطون
كغيره من الشباب الأثيني أو اليوناني في عصره فقد تلقى أفلاطون العديد من المناهج التعليمية التي جعلته واعياً للعديد من العلوم بل ومنظّراً لها فقد درس الميتافيزيقا و علم المعرفيات والفلسفة والهندسة ومذاهب كراتيليوس وفيثاغورس ونهل من معرفة وفلسفة سقراط، وهذه الاخيرة بالفعل كانت النقلة في حياة الشاب أفلاطون.
أفلاطون.. دفاع عن سقراط الفيلسوف تحول إلى شغف وولع به
لقد أحب أفلاطون كتابات ونظريات سقراط الفلسفية، حيث ناقش نظريات سقراط من خلال كتابه الشهير دفاع سقراط الذي ناقش أفكاره المجتمعية والفلسفية، و لقد أضحى سقراط معجباً بتلك الافكار وهو ما نجده خلال المراحل التالية من حياته، فماذا تتوقع عزيزي القارئ؟
لقد أصبح تلميذاً نجيباً لهذه الافكار بالفعل ومنظّراً لها وهذا ظهر من خلال أفكاره عن العدالة والشجاعة والحكمة والمعرفة التي تدفع المجتمعات نحو مزيد من الرقي والتقدم وهي عين أفكار سقراط مع مزيد من العمق الفلسفي الذي تميز به أفلاطون.
لقد كان بالفعل المرحلة الوسط ما بين سقراط كبير الفلاسفة ومن جاء بعده مثل أرسطو ولولاه ما كان سقراط يحظى بهذا الاهتمام العلمي الفلسفي حتى الآن.
الفن في فلسفة أفلاطون
مرحلة هامة من حياة فلسفة أفلاطون وهي الفن والرقص والموسيقى والدراما والمسرح والعمارة لقد جعل تلك الفنون الأمر الهام من أجل بناء التذوق الإنساني وهي أساس تهذيب القيم والافكار والمعتقدات والأخلاق الإنسانية المركيزة، لقد بنى عالمه على دعائم الفن و جعل من العالم حسياً مادياً متغيراً يعتمد على حواسنا.
أكاديمية أفلاطون العظمى
هذه المدرسة والاكاديمية كانت جزءًا من افكار ومعتقدات الرجل، لقد حاول أن يخرج أفكاره من جماد الكتب إلى فاعلية بناء أفكار التلاميذ وتعليمهم، ولم يكن أفلاطون بدعاً على سابقيه، لقد بنى العديد من الفلاسفة في المدن اليونانية مدارسهم التي اعتمدت على أفكارهم.
لقد أضحت مدرسة افلاطون مركزية لعلم الفلسفة وظل على رأس هذه الاكاديمية يدرس ويعلّم التلاميذ ونشر الافكار حتى وفاته وبقيت تلك المدرسة منارة مشعّة تخدم الفلسفة والعلم حتى تم إغلاقها مع بدايات انتشار المد المسيحي في الإمبراطورية الرومانية حيث أمر الإمبراطور جستنيان الأول بإغلاق تلك المدرسة لأنه يعتقد ان تبث الروح والأفكار الوثنية المعادية للدين المسيحي في زعمهم آنذاك.
مقالات مشابهة
مدرسة أفلاطون ليست علمية فقط .. بل سياسية ايضاً
لقد اعتمد أفلاطون على الافكار والمعتقدات السياسية ايضاً و ليست الفلسفية فقط، لقد تخرج العديد من القادة السياسيين من هذه المدرسة بعد تلقيهم الافكار الفلسفية الاخلاقية التي كانت تدعو إلى الحق والعدالة وإقامة حكومة مثالية، وبالفعل لقد أمتدت آثار المدرسة وأفكارها السياسية لتشمل جميع المدن اليونانية المستقلة سواء في حياة افلاطون أو بعد مماته، ولعل أعظم أفكاره السياسية نجدها في كتابه المدينة الفاضلة الذي أسس نظريات سياسية غاية في الأهمية تأثر بها جميع من جاء بعده سواء في العصور الوسطى أو مطلع العصور الحديثة.
محنة أفلاطون
لا تمر حياة عظيم من العظماء بدون محنة تطاله، وهذا ما حدث مع أفلاطون الذي تعرض لمحنة في صقلية التي كان يحكمها ديونيسوس الثاني والذي كان تحت إشراف ديون تلميذ أفلاطون، وقد تلقى افلاطون رسالة من ديون يدعوه ليكون معلماً للملك، ووجد أفلاطون فرصته لنشر أفكاره في صقلية ولكن سرعان ما ضاق الملك الصغير ذرعاً بأفلاطون و ديون وتعرضاً للتنكيل ثم النفي من الجزيرة للأبد، وهنا يقرر أفلاطون المكوث في أثينا لينشر أفكاره بها.
أفلاطون ونظرته المادية للجنس
إن افلاطون مات وهو أعزب، ولو كنت تظن أن رغبته في عدم الزواج هي أنه كان يحب امرأة وماتت فقرر أن لا يتزوج كباقي القصص الرومانسية القديمة فهذا غير صحيح، بل إن افلاطون بحسب الكتابات المعاصرة كان له نظرة مادية للجنس وللمرأة أنه لا يجوز الزواج بها من أجل إنجاب الأطفال وفقط، وبالتالي قرر عدم الزواج.
إلا أن كتابات أخرى تؤكد أن نظرته المادية للجنس جعلته مثلياً للجنس أو شاذاً يفضل أن يرافق الرجال عن النساء، وأي كان من أمر صحيح أو خاطيء فلقد كرس أفلاطون حياته للدراسة والعلم والتدريس ونشر الافكار الفلسفية والسياسية دون أن يفكر في الزواج أو إنجاب الأطفال.
وفاة أفلاطون
توفي أفلاطون في مدينة أثينا التي ولد بها ونشأ وأحبها كثيراً، و لم تخبرنا الكتابات المعاصرة حول وفاة افلاطون كثيراً ، حيث توفي في عام 384 قبل الميلاد وقد شارف الثمانينات من عمره، ولا أحد يعرف هل مات أفلاطون أثناء نومه كما تتدعي بعض الكتابات أم أنه أصيب بنوبة قلبية اثناء حضوره حفل زفاف لأحد تلاميذه؟
في نهاية تلك الرحلة ومحطات حياة أفلاطون، فلقد كان أفلاطون مؤثراً بحق ليس فقط في الحياة القديمة أو في العصور الوسطى حيث نهل الفلاسفة خاصة العرب والمسلمين من أفكاره ولكن ايضاً أمتدت التأثيرات الفلسفية والعلمية إلى الحياة السياسية حيث أحتوت النظريات السياسية الغربية التي تدعو لحكم الشعب وتركز السلطات في يده والبعد عن الطغيان والتحكم السياسي الكثير من أفكار أفلاطون وتلاميذه من بعده، لتصبح الديمقراطية بالفعل مدينة لأفلاطون ومن جاء بعده سواء من تلاميذه أو من نقل الأفكار إلينا بالكثير.
بواسطة: Asmaa Majeed
اضف تعليق