24 فبراير 2023

انطلاقا من ماض مجيد إلى مستقبل مشرق.. دولة الكويت تحتفل غدا بالذكرى الثانية والستين لاستقلالها

  • QNA Images
  • QNA Images

الدوحة في 24 فبراير /قنا/ تحتفل دولة الكويت الشقيقة غدا السبت بالذكرى الثانية والستين لاستقلالها، الموافق للخامس والعشرين من فبراير من كل عام، حيث يستذكر الكويتيون بمشاعر من الفخر والاعتزاز اليوم الوطني لبلادهم، الذي نالت فيه استقلالها وانطلقت من ماضيها المجيد لتلحق بركب الدول الطامحة إلى بناء حاضر مشرف ومستقبل مشرق.
وتتزامن الذكرى الـ 62 لليوم الوطني الكويتي هذا العام مع احتفالات الكويت بالذكرى الـ 32 لتحريرها، ولتعبر المناسبتان عن مراحل مفصلية في تاريخها، شهدت خلالها تحديات كبيرة، لكنها تجاوزتها بحكمة قيادتها وتكاتف أبنائها، ووقوف الدول الشقيقة والصديقة معها.
وتعيش الكويت حاليا أبهج أيامها، وتشهد مظاهر فرح وابتهاج بالأعياد الوطنية، مشفوعة بشعور أبنائها بالفخر والاعتزاز لانتمائهم إلى أرضهم الغالية، فيما تتزين مبانيها بعلم الوطن وصور سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وسمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي العهد، تعبيرا عن الوفاء لقيادتهم الحكيمة.
ويشارك أبناء الشعب القطري أشقاءهم بدولة الكويت أفراحهم واحتفالاتهم بالذكرى 62 للاستقلال، والذكرى 32 للتحرير، تجسيدا لأواصر الأخوة الصادقة، وروابط المحبة والتقدير والاعتزاز، وانطلاقا من عمق العلاقات الوطيدة والمتجذرة التي تجمع البلدين الشقيقين على كافة المستويات، حيث يرتبط البلدان بعلاقات ذات خصوصية متميزة تحمل سمات مشتركة، مبنية على وحدة المصير والهدف، والسعي المشترك لتحقيق التكامل والترابط في جميع المجالات الحيوية التي تحقق آمال شعبيهما.
كما تأتي مشاركة دولة قطر للكويت الشقيقة أفراحها واحتفالاتها بأيامها الوطنية، تأكيدا على عمق ومتانة العلاقات الثنائية، التي تتميز بالأخوة والوفاء، باعتبار أن قطر والكويت مثال على التكامل والتعاضد والتعاون بين الأشقاء، ليس في منطقة الخليج العربي فحسب وإنما في المنطقة العربية بأسرها.
وتعتبر العلاقات القطرية - الكويتية عميقة ومتجذرة ومتناغمة على مختلف المستويات الخليجية والعربية والدولية، وتتعزز يوما بعد يوم بفضل رعاية واهتمام القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأخيه صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت "حفظهما الله"، لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين والمنطقة والعالم.
وتحفل العلاقات الكويتية - القطرية بالمحطات المضيئة على مدار تاريخها القديم والحديث، حيث وشائج القربى بين الشعبين اللذين تلاحما في السراء والضراء، وتناغما على مسار مشرف في العلاقات الخليجية والعربية والدولية.
وفي مؤشر على عمق وخصوصية العلاقات القطرية - الكويتية، وفي إطار العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين، وبتوجيه من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تم إطلاق اسم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الراحل، على مشروع طريق المحور "محور صباح الأحمد"، الذي يمثل شريانا حيويا جديدا للطرق بدولة قطر، ويمتد من جنوب الدوحة إلى شمالها، وذلك تعبيرا عن شكر قطر وحبها وامتنانها لقائد عربي كبير، تميز بمواقفه المشرفة تجاه وطنه وأشقائه العرب، وأمته الإسلامية على امتداد العالم، حتى استحق عن جدارة لقب "أمير الإنسانية".
كما شكل هذا التدشين دلالة على مكانة ومنزلة هذا القائد الكبير في قلب قطر أميرا وحكومة وشعبا، وجاء هذا التدشين متزامنا مع مشاركة دولة قطر للأشقاء في دولة الكويت احتفالاتهم بالذكرى الـ 58 لعيدها الوطني، والذكرى الـ 28 لتحريرها.
وتشهد العلاقات القطرية - الكويتية طفرات واسعة في النمو والتطور، حيث يشمل التعاون بين الطرفين جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والتعاون في المجالات العسكرية والأمنية والتعليمية والسياحية والفنية، وقد تم تأسيس لجنة عليا مشتركة عام 2002؛ من أجل خلق توأمة بين البلدين الشقيقين، تغطي كافة مناحي التعاون، والبحث عن آفاق أرحب للتآخي بينهما.
وفي نوفمبر من العام 2020، عقدت اللجنة دورتها الخامسة عبر تقنية الاتصال المرئي، وجرى خلالها استعراض علاقات التعاون الثنائي، وتعزيز التعاون، وتحقيق المزيد من التكامل في مختلف القطاعات، وتبادل وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما جرى توقيع خمس مذكرات تفاهم، للتعاون بين البلدين في عدد من المجالات.
ويشهد حجم التبادل التجاري بين البلدين نموا متواصلا، وكان للخط الملاحي، الذي تم تدشينه بين ميناء حمد وميناء الشويخ الكويتي في أغسطس عام 2017، دور محوري في مضاعفة حجم التبادل التجاري، ووفر خدمة مثالية في نقل البضائع، خاصة المواد الغذائية وغيرها من وإلى دولة قطر بشكل منتظم. 
وهناك اتفاقية طويلة الأمد وقعتها دولة الكويت مع دولة قطر لاستيراد الغاز الطبيعي المسال لمدة 15 عاما، تبدأ من 2022 إلى نهاية عام 2036، تعزيزا للعلاقات التجارية بين البلدين.
ويفوق عدد الشركات الكويتية العاملة بالسوق القطرية بملكية 100 بالمائة 170 شركة، بينما فاق عدد الشركات القطرية - الكويتية المشتركة 656 شركة، كما تعتبر حركة الطيران المتميزة بين البلدين أحد الشواهد على تطور العلاقات بين البلدين الشقيقين.
كما يتلقى العديد من الطلبة الكويتيين بدولة قطر التعليم في مختلف المراحل، خاصة طلبة البكالوريوس والدراسات العليا في مختلف التخصصات والجامعات، كما يوجد تعاون عسكري كبير بين البلدين، حيث بلغ عدد المنتسبين من الطلبة الضباط الدارسين في الكليات العسكرية في دولة قطر 69 طالبا ضابطا، بالإضافة إلى مشاركة أعداد كبيرة من مختلف قطاعات القوات المسلحة القطرية في التمارين المشتركة التي تقام في دولة الكويت، وبالمثل تشارك أعداد كبيرة من القوات المسلحة الكويتية في التمارين التي تقام في دولة قطر.
وكان اليوم الفعلي لاستقلال دولة الكويت هو 19 يونيو عام 1961، حين جرى توقيع وثيقة الاستقلال وإلغاء اتفاقية الحماية مع بريطانيا، ثم صدر في 18 مايو عام 1964 مرسوم بدمج العيد الوطني مع عيد الجلوس، وهو ذكرى تسلم أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح (طيب الله ثراه) مقاليد الحكم،  الذي يصادف 25 فبراير من كل عام، وتستعيد الكويت بتلك الذكرى إعلان الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح في 19 يونيو انتهاء معاهدة الحماية البريطانية، من خلال توقيع وثيقة استقلال الكويت مع المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي السير جورج ميدلتن نيابة عن الحكومة البريطانية. 
وجاء ذلك إدراكا من الشيخ عبدالله السالم أن اتفاقية 23 يناير 1899 التي وقعها أمير الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح (طيب الله ثراه) مع بريطانيا في ذلك الوقت لحماية الكويت من الأطماع الخارجية لم تعد صالحة مع المستجدات التي كان يشهدها العالم حينذاك. 
وسبق التوقيع على وثيقة الاستقلال خطوات مدروسة من الشيخ عبدالله السالم منذ توليه مقاليد الحكم عام 1950 إذ عمل على التمهيد لكل ما يوصل إلى تحقيق الاستقلال وإعلان الدستور، ولا سيما أن الكويت كانت في تلك الفترة قد بدأت خطواتها في التطور المنشود في مختلف المجالات. 
وبدأت الكويت احتفالها بالعيد الوطني الأول في 19 يونيو عام 1962، وأقيم في تلك المناسبة عرض عسكري كبير حضره عدد كبير من المسؤولين والمواطنين في أجواء مفعمة بالبهجة والسرور، وفي ذلك اليوم ألقى الشيخ عبدالله السالم كلمة قال فيها: "إن الكويت تستقبل الذكرى الأولى لعيدها الوطني بقلوب ملؤها البهجة والحبور، بما حقق الله لشعبها من عزة وكرامة ونفوس كلها عزيمة ومضي في السير قدما في بناء هذا الوطن، والعمل بروح وثابة بما يحقق لأبنائه الرفعة والرفاهية والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين".
وخلال الاثنين والستين عاما الماضية حققت الكويت إنجازات متميزة على الصعد كافة، وفق خطط استشرافية من قياداتها الحكيمة وحكوماتها الرشيدة، التي أدركت متطلبات البلاد وأبنائها من التنمية والتطوير، وأسهمت في أداء دور محوري في الملفات الإقليمية والدولية التي اضطلعت بها، كما أصبحت محط أنظار العالم في المساعدات الإنسانية. 
ومنذ استقلال الكويت وهي تسعى إلى انتهاج سياسة خارجية متوازنة آخذة بالانفتاح والتواصل طريقا، وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ، وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادي لشعبها هدفا، في إطار من التعاون والتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية، ودعم جهودها وتطلعاتها وأهدافها. 
وحرصت الكويت على إقامة علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة بفضل سياستها الحكيمة، ودورها المميز في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز التعاون العربي، ودعم جهود المجتمع الدولي نحو إقرار السلم والأمن الدوليين، والالتزام بالشرعية الدولية، وفي إطار الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة دول عدم الانحياز. 
وتبذل الكويت في ظل قيادتها الحكيمة جهودا حثيثة لمتابعة مسيرة التنمية والإعمار والاستقرار والازدهار، إضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق الأمن والسلام في ربوع العالم. 
واليوم وبعد مرور ستة عقود على الاستقلال لا تزال الكويت تواصل نهجها الثابت في عملية التنمية والتطوير على الصعيد الداخلي، فيما تواصل على الصعيد الخارجي بناء علاقات وثيقة مع دول العالم، والعمل مع المجتمع الدولي على منع نشوب الخلافات والحروب، وحل المشكلات بالطرق السلمية.
ويحق للكويت والكويتيين الفرح والاحتفال بذكرى الاستقلال المجيد في ظل قياداتها الحكيمة التي توالت طوال العقود الماضية، وشعب وفي ومخلص، وعلى أرض تسودها المحبة والإخاء، ولطالما تميزت عبر تاريخها الطويل بوحدة وطنية راسخة، وتلاحم شعبي فريد.
وقد تزينت سماء الكويت أمس الخميس بأعلام دولة الكويت ومجموعة كبيرة من الطائرات الورقية، التي شكلت لوحة جمالية لحب الوطن والانتماء له، وممزوجة بأجواء من البهجة والسرور.
وتنظم العديد من المؤسسات الحكومية الكويتية احتفالات متنوعة بهذه المناسبة من أجل تعزيز الروح الوطنية، وغرس حب الوطن في نفوس الأجيال الناشئة، والتأكيد على الثوابت الوطنية لتجديد العهد وتعزيز الولاء، والاعتزاز بالهوية الوطنية، والتفاخر برجالات الكويت، واستذكار تضحيات ومآثر الآباء والأجداد.
وذكرت اللجنة الدائمة للاحتفال بالأعياد والمناسبات الوطنية الكويتية أن روزنامة الاحتفالات بذكرى اليوم الوطني الـ 62، ويوم التحرير الـ 32، ستشهد فعاليات زاخرة ومتنوعة بالتعاون مع مختلف وزارات الدولة ومؤسساتها والقطاع الخاص، مشيرة إلى أنه سيكون في طليعة هذه الأنشطة عرض للألعاب النارية المصحوبة بعدد من الفعاليات الترفيهية باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية، منها عروض الليزر والصوت والضوء عبر الشاشات المائية التي ستزين بها أبراج الكويت.
وأوضحت اللجنة أن الاحتفالات ستتضمن كذلك عرضا جويا وآخر للطائرات المسيرة (الدرونز)، إضافة إلى عروض للمعدات العسكرية والآليات ولإدارة الأثر، علاوة على عروض للفرق الموسيقية التابعة لوزارة الداخلية والجيش الكويتي والحرس الوطني، كما تتضمن أيضا إقامة معرض للإطفاء وعروض الزوارق البحرية، إضافة إلى تقديم فرق كويتية وخليجية للفنون الشعبية عروضها الفلكلورية الأصيلة على مدار أيام الاحتفالات.

الكلمات المفتاحية

عام, ابحاث ودراسات
X
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. تعرف على المزيد حول كيفية استخدامها ، أو قم بتحرير خيارات ملفات تعريف الارتباط الخاصة بك
موافق