تقوم الشعاب المرجانية بالتألق بألوان حمراء وزرقاء وأرجوانية وصفراء وزهرية وليس ذلك لمجرد استعراض جمالها؛ لكن دراسة حديثة أثبتت أن ذلك التصرف هدفه علاج ما أفسده التقلب المناخى من الشعاب والذى سيأدى لموتها إن لم جعالج نفسها.
ويقول يارك ويلدمان بروفيسور الأحياء المحيطية فى جامعة ساوث إمبتون البريطانية والمشرف علي الدراسة لصحيفة نيو يورك تايمز أن الشعاب المرجانية تعمل تلك الألوان لتعكس أشعة الشمس وتجذب إليها الطحالب التى تغذيها بالطاقة.
ويضيف ويلدمان أن العلاقة علاقة منفعة مشتركة بين الطحالب والشعاب المرجانية فبينما تؤوى الشعاب الطحالب فإن الطحالب توفر الغذاء للشعب المرجانية والتى تكتسى باللون البنى الذى يدل علي صحتها حينما تكون الطحالب فى وفرة.
ويتابع ويلدمان أنه بحدوث إرتفاع فى درجات حرارة المياه المحيطة أو تدهور مصادر غذاء الطحالب فإن الطحالب تموت وتنجلى من فوق الشعاب لتذرها بدون مصدر يغذيها وبالتالى تعرض الشعاب للموت.
ويشير ويلدمان إلى أن تجرف الطحالب من الشعاب المرجانية يسبب ظاهرة إبيضاض الشعاب وتغير لونها البنى والهدف من ذلك هو وصول أكبر كم من أشعة الشمس للشعاب.
ويستطرد ويلدمان أنه مع وصول الكثير من أشعة الشمس للشعاب فهى تشغل جينا فيها يعمل علي صنع صبغات بألوان زاهية والتى تنعكس كموجات ضوئية تجذب الطحالب المحبة للضوء للشعاب المرجانية لتكوين غطاء طحلبى جديد.
ولمنع إضرار الأشعة الكثيفة بالطحالب حديثة القدوم فإن الصبغات التى تنتجها الشعاب تحجب موجات من أشعة الشمس كما هو حال الكريمات الواقية من الشمس عند البشر.
وتعد الشعاب المرجانية من أهم مكونات الحياة البحرية إذ تضم ثلث كائنات البحار وبجانب ذلك فإن الشعاب المرجانية هى مصدر لغذاء نصف مليار شخص حول العالم.