مليون طفل يواجهون حالياً تواتراً مرتفعاً لموجات الحر، وسيزداد هذا العدد ليشمل كل أطفال العالم تقريباً بحلول عام 2050 حيث سيبلغ عددهم 2.02 بليون طفل

تنبّه اليونيسف إلى وجوب القيام بإجراءات عاجلة لزيادة التمويل للتكيف، من أجل حماية الأطفال والمجتمعات المحلية المستضعفة من موجات الحر المتفاقمة والصدمات المناخية الأخرى.

24 تشرين الأول / أكتوبر 2022
تقرير التأثيرات المتصاعدة لموجات الحر
UNICEF Cambodia/2019/Fani

لندن / نيويورك، 25 تشرين الأول / أكتوبر 2022 — وفقاً لبحث جديد أجرته اليونيسف، يواجه 559 مليون طفل حالياً تواتراً مرتفعاً لموجات الحر*. وثمة 624 مليون طفل إضافيين يتعرضون لواحدٍ من مقاييس الحرارة المرتفعة الثلاثة الأخرى — طول مدة موجات الحر، أو الشدة العالية لموجات الحر، أو درجات الحرارة المرتفعة بشدة.

في هذه السنة التي تجاوزت فيها موجات الحر في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي الأرقام القياسية، يعزز تقرير ’السنة الأكثر برودة لبقية حياتهم: حماية الأطفال من التأثيرات المتصاعدة لموجات الحر‘ الأدلة حول التأثير الواسع النطاق الذي تتسبب به موجات الحر حالياً على الأطفال، كما يكشف أنه حتى لو حقق العالم مستويات منخفضة من الاحترار العالمي، فإن وقوع موجات حر منتظمة بات أمراً لا يمكن تجنبه للأطفال في كل مكان بعد ثلاثة عقود فقط.

ويقدِّر التقرير أنه بحلول عام 2050، من المتوقع أن يتعرض جميع أطفال العالم تقريباً الذين سيبلغ عددهم 2.02 بليون طفل لتواتر مرتفع لموجات الحر، بصرف النظر ما إذا كان العالم سيتبع ’سيناريو الانبعاثات المنخفضة لغازات الدفيئة‘ إذ يرتفع معدل درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.7 درجة مئوية بحلول عام 2050، أو يتبع ’سيناريو الانبعاثات الكبيرة جداً لغازات الدفيئة‘ إذ يرتفع معدل درجات الحرارة العالمية بمقدار 2.4 درجة مئوية بحلول عام 2050.

أُعد هذا التقرير بالتعاون مع ’الهيئة التعاونية للبيانات المعنية بالأطفال‘ وأُطلق ضمن شراكة مع سفيرة اليونيسف للنوايا الحسنة، فانيسا ناكاتي، و ’حركة انهضوا‘ (Rise Up Movement) التي تتخذ من أفريقيا مقراً لها. وتؤكد نتائج التقرير على الحاجة الملحة لتكييف الخدمات التي يعتمد عليها الأطفال إذ تتوالى تأثيرات الاحترار العالمي التي لا يمكن تجنبها، كما تشكّل هذه النتائج حجة بشأن الحاجة إلى مواصلة إجراءات الحد من تأثيرات تغير المناخ لمنع التأثيرات الأسوأ للمقاييس الأخرى لارتفاع درجات الحرارة، بما في ذلك موجات الحر الأطول مدة والأكثر شدة ودرجات الحرارة المرتفعة بشدة.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة كاثرين راسل، "إن درجات الحرارة آخذة في الازدياد وكذلك تأثيراتها على الأطفال. ويعيش 1 من كل 3 أطفال في العالم حالياً في بلدان تواجه درجات حرارة مرتفعة بشدة، كما يتعرض زهاء 1 من كل 4 أطفال لتواتر مرتفع لموجات الحر، وسيزداد الأمر سوءاً. وسيتأثر المزيد من الأطفال بموجات حر أطول مدة وأعلى حرارة وأكثر تواتراً على امتداد السنوات الثلاثين المقبلة، مما يهدد صحتهم وعافيتهم. أما مدى الضرر الناشئ عن هذه التغييرات فسيعتمد على الإجراءات التي نتخذها الآن. وكحدٍ أدنى، يجب على الحكومات أن تعمل بسرعة على تقييد الاحترار العالمي كي لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية وأن تضاعف التمويل المخصص للتكيف بحلول عام 2025. وهذا هو السبيل الوحيد لإنقاذ أرواح الأطفال ومستقبلهم — ومستقبل الكوكب".

إن موجات الحر تضر بصفة خاصة بالأطفال، إذ أن قدرتهم أقل على تنظيم حرارة الجسم مقارنة بالراشدين. وكلما زاد عدد موجات الحر التي يتعرض لها الأطفال كلما زادت احتمالية معاناتهم من مشاكل صحية، بما في ذلك اعتلالات مزمنة في الجهاز التنفسي، والربو، وأمراض الأوعية الدموية والقلب.

وكلما زاد تواتر موجات الحر التي يتعرض لها الأطفال وطول مدتها وشدتها، كلما زادت تأثيراتها على الصحة والسلامة والتغذية والتعليم وسبل العيش المستقبلية وإمكانية الحصول على المياه. ويواجه الرضّع والأطفال الصغار الخطر الأكبر بالوفاة بسبب ارتفاع درجات الحرارة. ويمكن لموجات الحر أن تؤثر أيضاً على بيئات الأطفال وسلامتهم وتغذيتهم وإمكانية حصولهم على المياه وعلى تعليمهم وسبل عيشهم المستقبلية.

ووجد التقرير أن موجات الحر الطويلة المدة تؤثر حالياً على 538 مليون طفل، أو 23 بالمئة أطفال العالم. وسيزيد هذا العدد إلى 1.6 بليون طفل بحلول عام 2050 إذا بلغ الاحترار العالمي 1.7 درجة مئوية، وسيصل إلى 1.9 بليون طفل إذا بلغ الاحترار العالمي 2.4 درجة مئوية، مما يؤكد على أهمية الحد العاجل والكبير للانبعاثات وأهمية إجراءات التكيف لاحتواء الاحترار العالمي وحماية الأرواح.

وسيواجه ملايين الأطفال الإضافيين موجات حر عالية الشدة ودرجات حرارة مرتفعة بشدة، وذلك اعتماداً على مقدار الاحترار العالمي الذي سنبلغه. وسيواجه الأطفال في المناطق الشمالية، وخصوصاً أوروبا، الزيادة الأكبر في الشدة العالية لموجات الحر، وبحلول عام 2050 سيواجه حوالي نصف الأطفال في أفريقيا وآسيا تعرضاً مستمراً لدرجات حرارة مرتفعة بشدة.

وفي الوقت الحالي، يندرج 23 بلداً ضمن الفئة الأعلى لتعرض الأطفال لدرجات الحرارة المرتفعة بشدة، وسيزداد هذا العدد إلى 33 بلداً بحلول عام 2050 بموجب ’سيناريو الانبعاثات المنخفضة لغازات الدفيئة‘، وإلى 36 بلداً بموجب ’سيناريو الانبعاثات الكبيرة جداً لغازات الدفيئة‘. ومن بين البلدان التي يُتوقع أن تظل ضمن هذه الفئة الأعلى بموجب أي سيناريو، كل من بوركينا فاسو، وتشاد، ومالي، والنيجر، والسودان، والعراق، والمملكة العربية السعودية، والهند، وباكستان.

وقالت فانيسا ناكاتي، وهي ناشطة في مجال المناخ وسفيرة اليونيسف للنوايا الحسنة، "لقد شكّلت الصدمات المناخية في عام 2022 صيحة تنبيه قوية بشأن المخاطر المتزايدة المندفعة نحونا، وتمثل موجات الحر مثالاً واضحاً على ذلك. ورغم درجات الحرارة العالية التي سُجلت في هذه السنة في جميع أرجاء المعمورة تقريباً، فمن المرجح أن تكون السنة الأكثر برودة التي سنشهدها لبقية حياتنا. لقد بدأت حرارة كوكبنا تتزايد ولكن لم يبدأ قادة العالم بإدراك إلحاحية الأمر بعد. أما الخيار الوحيد المتوفر أمامنا فهو الاستمرار في زيادة الضغط عليهم لتصويب المسار الذي نسير عليه. يجب على قادة العالم أن يفعلوا ذلك أثناء الدورة 27 لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ من أجل الأطفال في كل مكان، وخصوصاً للأطفال الأشد ضعفاً في المناطق الأشد تأثراً. ويوضح هذا التقرير بأنه إذا لم يتخذ قادة العالم إجراءات بسرعة ستصبح موجات الحر أشد مما هو متوقع أن تصبح عليه".

تدعو اليونيسف الحكومات إلى:

  • حماية الأطفال من الدمار المناخي من خلال تكييف الخدمات الاجتماعية. يجب على كل بلد تكييف الخدمات الاجتماعية الحيوية — المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، والصحة، والتعليم، والتغذية، والحماية الاجتماعية، وحماية الطفل — من أجل حماية الأطفال واليافعين. فعلى سبيل المثال، يجب تعزيز أنظمة الغذاء لتتحمل الأخطار ولضمان إمكانية الحصول المستمرة على أنظمة غذائية صحية. ويجب زيادة الاستثمارات في الوقاية المبكرة من سوء التغذية الحاد بين الأطفال والأمهات والفئات السكانية المستضعفة، والكشف المبكر عنه ومعالجته. وأثناء الدورة 27 لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ، يجب إيلاء الأولوية للأطفال وحقوقهم في القرارات التي ستتخذ بشأن إجراءات التكيف.
  • إعداد الأطفال للعيش في عالم تغير مناخه. يجب على كل بلد تثقيف الأطفال واليافعين بشأن تغير المناخ والحد من أخطار الكوارث وتزويدهم بتدريبات على المهارات الخضراء وفرص للمشاركة الجادة في وضع السياسات المعنية بالمناخ والتأثير عليها. ويجب أن تؤدي الدورة 27 لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ إلى تعزيز تركيز البلدان على التثقيف المناخي للأطفال وفي مجال خطة العمل من أجل التمكين المناخي، وتبنيها، وتنفيذ الالتزامات السابقة لبناء قدرات الشباب.
  • إيلاء الأولوية للأطفال واليافعين في التمويل والموارد المناخية. يجب على البلدان المتقدمة أن تفي بالاتفاقيات التي أبرمتها اثناء الدورة 26 لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ لمضاعفة التمويل المخصص للتكيف ليصل إلى 40 بليون دولار سنوياً بحلول عام 2025 كحد أدنى، وذلك في إطار خطة لتوفير ما لا يقل عن 300 بليون دولار سنوياً للتكيف بحلول عام 2030. ويجب أن يشكل التمويل المخصص للتكيف نصف جميع التمويل المخصص للمناخ. ويجب على الدورة 27 لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ إطلاق التقدم المعني بالخسارة والأضرار، ووضع قدرة الأطفال ومجتمعاتهم المحلية على الصمود في مركز المناقشات المعنية بالعمل والدعم.
  • منع حدوث كارثة مناخية وذلك من خلال تحقيق تقليص كبير في انبعاثات غازات الدفيئة والحفاظ على خيار ارتفاع معدل درجات الحرارة بمقدار لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية خياراً قابلاً للتحقيق. من المتوقع أن تزداد الانبعاثات بمقدار 14 بالمئة في هذا العقد، مما يضعنا على مسار كارثة احترار عالمي. لذا يجب على جميع الحكومات أن تعيد النظر في خططها وسياساتها الوطنية لمواجهة تغير المناخ بغية زيادة الطموح والعمل، وعليها تخفيض الانبعاثات بمقدار 45 بالمئة على الأقل بحلول عام 2030 لتقييد ارتفاع معدل درجات الحرارة بما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية.

#####

ملاحظات إلى المحررين الصحفيين:

لتنزيل تقرير ’السنة الأكثر برودة لبقية حياتهم: حماية الأطفال من التأثيرات المتصاعدة لموجات الحر.

يتبع هذا التقرير إصدار اليونيسف لمؤشر الخطر المناخي على الأطفال لعام 2021. أقرأ مؤشر الخطر المناخي على الأطفال هنا.

يمكن تنزيل محتوى متعدد الوسائط على هذا الرابط.

* تعريفات

موجات الحر — أي فترة من 3 أيام أو أكثر تكون درجة الحرارة القصوى في كل يوم منها ضمن أعلى 10 بالمئة للمتوسط المحلي لفترة 15 يوماً.

التواتر المرتفع لموجات الحر — حيثما تحدث 4.5 موجات حر أو أكثر بالمتوسط سنوياً.

طول مدة موجات الحر — حيثما تمتد موجة الحر 4.7 أيام بالمتوسط أو أكثر.

الشدة العالية لموجات الحر — حيثما يكون متوسط درجة الحرارة أثناء موجة الحر 2 درجة مئوية أو أكثر مقارنة مع المتوسط المحلي لفترة 15 يوماً.

درجات الحرارة المرتفعة بشدة — حيثما تتجاوز درجة الحرارة، بالمتوسط، 35 درجة مئوية لمدة 83.54 يوماً في السنة أو أكثر.

السيناريو الأول لعام 2050 — ’سيناريو الانبعاثات المنخفضة لغازات الدفيئة‘ بحيث يرتفع معدل درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.7 درجة مئوية بحلول عام 2050. وهذا سيناريو راسخ مستخدم في النمذجة المناخية وتعرّفه
الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بـ "المسار الاجتماعي والاقتصادي المشترك الأول" (SSP1).

السيناريو الثاني لعام 2050 — ’سيناريو الانبعاثات الكبيرة جداً لغازات الدفيئة‘ بحيث يرتفع معدل درجات الحرارة العالمية بمقدار 2.4 درجة مئوية بحلول عام 2050. وهذا سيناريو راسخ مستخدم في النمذجة المناخية وتعرّفه الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بـ "المسار الاجتماعي والاقتصادي المشترك الخامس" (SSP5).

بيانات الاتصال بالفريق الإعلامي

Tess Ingram
UNICEF New York
هاتف: +1 934 867 7867
بريد إلكتروني: tingram@unicef.org

Additional resources

Main picture
Frehiya brings her six-month old child Filsan for treatment by a UNICEF deployed Mobile Health and Nutrition Team (MHNT) in drought-affected Shebele zone, Somali region.

عن اليونيسف

تعمل اليونيسف في بعض أكثر أماكن العالم صعوبة للوصول إلى الأطفال الأكثر حرماناً في العالم. فنحن نعمل من أجل كل طفل، في كل مكان، في أكثر من 190 بلداً وإقليماً لبناء عالم أفضل للجميع.

تابع اليونيسف على تويتر وعلى فيسبوك.