منوعاتهام

الحج “عرفة”.. خصائص اليوم الشاهد والمشهود

يعتبر “يوم عرفة”، والذي يصادف أحد أفضل الأيام عند المسلمين، فيه يقف الحجاج على جبل عرفة، والذي يصادف يوم 9 من شهر ذي الحجة (اليوم السبت)، إذ أن الوقوف بعرفة يعد أهم ركن من أركان الحج.

وروي عن رسول الله صل الله عليه وسلم في فضل هذا اليوم أنه قال “الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال “إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً”.

وروت السيدة عائشة رضي الله عنها، عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم”.

ويؤدي الحجاج اليوم صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد وإقامتين، ثم يستمعون لخطبة اليوم، اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ويبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس، فإذا غربت ينفرون من عرفة إلى مزدلفة للمبيت فيها، ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير.

ويستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من الدعاء والتلبية وذلك لقول النبي صل الله عليه وسلم “خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”.

ولصوم يوم عرفة أجرٌ وثواب عظيم ويحتسب صيامه لغير الواقف بعرفة المنشغل بتأدية مناسك الحج، إذ روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال “صيام يوم عرفة، أَحتسبُ على الله أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه والسنةَ التي بعده”.

وتختلف الروايات حول تسمية هذا اليوم بـ”يوم عرفة”، ومنها أن جبريل عليه السلام طاف بإبراهيم عليه السلام، فكان يعلمه مناسك الحج وكانا يقفان على جبل عرفات ويسأله: أعرفت أعرفت؟ فيقول إبراهيم عرفت، وسمي بهذا الاسم أيصًا لأن الناس يتعارفون فيه، ومن الروايات الأخرى أن آدم عليه السلام لما أُهبط من الجنة هو وحواء التقيا عند هذا الجبل فعرفها وعرفته.

ويقع جبل عرفة خارج حدود الحرم على الطريق الذي يربط بين مكة والطائف، حيث يقع شرقي مكة بنحو 22 كلم، وعلى بعد 10 كلم من منى، و6 كلم من مزدلفة.

فهنيئاً لمن وقف بعرفة في هذا اليوم بجوار قوم يجارون الله بقلوب محترقة ودموع مستبقة، فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه، وراج أحسن الظن بوعد الله وصدقه، وتائب أخلص الله من التوبة وصدقه، وهارب لجأ إلى باب الله وطرقه، فكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه، ومن أعسر الأوزار فكه وأطلقه وحينئذ يطلع عليهم أرحم الرحماء.

زر الذهاب إلى الأعلى